رسالة من بودلير إلي سانت بيف

إلي سانت بيف

الأربعاء 29مارس 1856

كنت تعلم جيدا أن هذا الخبر الجديد الصغير كان سيسعدني. وتم إخطاري الان من قبل أسلينو، وكان ينبغي أن يعطي الكتاب لشخص آخر، فقط حال أنك لن تستطيع إعداد مقال. الان استلمت مجلدا.
يمكنني، فيما يتعلق ببقية رسالتك، أن أعطيك بعض التفاصيل التي ربما سوف تثير اهتمامك.
ثمة مجلد ثان ومقدمة ثانية. أعد المجلد الأول لاستمالة الجمهور: الشعوذات، ألعاب الحدس، الإشاعات الكاذبة وغيرها. أما القطعة الوحيدة المهمة فتنتمي أخلاقيا إلي المجلد الثاني. المجلد الثاني ذو خيال نافر للغاية: هلوسات، وأمراض عقلية، جروتسك محض، أشياء خارقة للطبيعة، الخ . .
المقدمة الثانية تحتوي علي تحليل الأعمال التي لن أترجمها، خاصة عرض وجهات النظر العلمية والأدبية للمؤلف. حتي أنه لا بد لي من الكتابة عن هذا الموضوع، إلي السيد هومبولت لأسأله عن رأيه فيما يتعلق بكتاب صغير كان قد أهدي له: أوريكاEuréka) ).
المقدمة الأولي التي رأيتها، والتي حاولت أن أرفق فيها احتجاجا قويا ضد أميركا، كاملة تقريبا، من وجهة النظر البيوجرافية. ونحن سوف نتظاهر بأننا لا نرغب في النظر إلي بو كمشعوذ، ولكن سأعود علي نحو مبالغ فيه حول الطابع الخارق للطبيعة لشعره ولقصصه. وبالتالي هو مشعوذ بقدر ما هو أمريكي. أما بالنسبة للباقي فتقريبا فكرة ضد الأمريكية. فضلا عن أنه يسخر من مواطنيه بأقصي ما يستطيع .
إذن القطعة التي كنت قد ألمحت لها هي جزء من المجلد الثاني. إنها حوار بين اثنين بعد تدمير العالم. هناك ثلاثة حوارات من هذا النوع سوف أكون سعيدا لتقديمها لك في نهاية الشهر قبل تسليم مجلدي الثاني إلي المطبعة.
الآن، أشكرك من كل قلبي؛ ولكن أنت ودود للغاية لأنك تقوم بالسير معي في الأخطار الكبيرة. بعد أعمال بو، سيأتي مجلدان لي، واحد مخصص للمقالات النقدية، والآخر لأشعاري. ولذا فإنني سوف أقدم لك اعتذاري مقدما، فضلا عن ذلك، أخشي ألا أعود لأتحدث بصوت الشاعر العظيم، قد لا أكون بالنسبة لك كائن متوهج للغاية، وغير سار تماما.

* عن جريدة اخبار الادب المصرية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى