رسالة بين أحمد بنميمون و عبد الجبار العلمي

الصديق العزيز الشاعر سيدي عبد الجبار العلمي

تحية طيبة وبعد

فهذه كتابة أولى لما أقترحه كمقدمة لديوانك الشعري الجميل

أتمنى أن تنال رضاك مع اعتذاري العيمق عن تأخري الناتج عن أسباب قاهرة

مع اشارتي إلى أن لي بعض الملاحظات عن نصي قصيدتيك الأخيرتين
سأبينهما لك في مراسلة مقبلة

مع صادق مودتي وتقديري الفائق

أخوك: أحمد بنميمون


************


صديقي العزيز سيدي عبد الجبار

وصل ديوانك الرومانسي الجميل ، وسجلته على حاسوب ابنتي بيسان ، فحاسوبي الشخصي لم يعد يعمل إلا جزئياً، وسأبذل قصارى ما أستطيعه في قراءته وتذوقه من ثمّ وسأحاول محاورته على طريقتي.
فتقبل كل التقدير ومشاعر الاعتزاز من صديقك:
أحمد بنميمون


*-***



أيها الصديق العزيزالشاعر الملهم سيدي عبد الجبار العلمي

ما زلت عند قولي أن ما أرسلته إليك ليس إلا كتابة أولية ، وقد بت في انتظار جوابي منك في حالة تلميذ ينتظر حكم أستاذه ، وقد كان فرحي غاماَ هذا الصباح وأنا أقرأ رسالتك التي أسرعت بعدها إلى أبنائي هاتفاً: قد نجحت ...قد نجحت.
أما بخصوص قصيدة (قالت لي صديقة سورية)ص.71 فإن الشطر الثاني من البيت13يحتاج إلى إضافة تفعيلة واحدة تنقصه ، وكذلك البيت16 الذي تنقص أحد شطريه تفعيلة واحدة أيضاً.
أما عن الطبع ، فإذا كان بمقابل فإن الطبع في المغرب يضمن لك ثلاثة أمور:
قربك من المطبعة للإشراف على ديوانك، وتحققك من صحة العدد المسحوب منه، وتوزيعك كتابك على النحو الذي تريد، ذلك أن ما يطبع في الخارج لا يضمن شيئاً مما ذكرتُ حسب علمي. أو هو إن ضمن أمراً واحداً لم يضمن لك الأمرين الآخرين.
وفي تطوان أو البيضاء مطابع تستطيع البحث فيها عن السعر الأقل.
ثم لا تتجاوز 500 نسخة ، وأتمنى أن تجد فرصة لتوزيع أوسع ، فأن تبقى المطبعة رهن إشارتك،فتراجعها متى أردت الزيادة في المطبوع خير من أن تتكدس النسخ في بيتك. أما أنا فقد كنتُ سحبتُ من ديوانيَّ الأخيرين 1000 نسخة من كل ديوان،ولم أضق ذرعاً بنسخهما المتبقية منهما في بيتي لكوني قد تقاضيت دعماً وافياً بمصاريف الطبع وزيادة ، فلم يعد يهمني من أمر التوزيع إلا أن يصلا إلى القاريْ. وذلك هم شاغل لكل من يبعث برسالة .
فلا تتسرع في اتخاذ أي فرار وأتمنى لك حظاً حسناً
أخوك: أحمد بنميمون


******



***

أخي وصديقي الودود الشاعر المقتدر سيدي أحمد بنميمون
معذرة عن التأخر في الرد لأنني كنت خارج البيت طيلة هذا اليوم ، ولم أتصفح البريد إلا بعد عودتي ليلاً. بخصوص المقدمة ، فأنا جد سعيد بها كما هي ، فأنت قمت بالواجب وزيادة . وأنا الذي نجحت بإحرازي شرف تتويج ديواني بمقدمتك الجميلة . أما إذا أصررت على أن تزيدني من فضلك ـ وأنت الشهم الكريم ـ فسيكون ذلك إضافة من شأنها أن تلقي مزيداً من الضوء على جوانب أخرى في الديوان . فيما يخص الملاحظة الدقيقة التي لا يتوصل إليها إلا من له أذن موسيقية مرهفة ، وصحبة طويلة دائمة مع أنغام الشعر العربي ، المتعلقة بنقص في تفعيلة البيت 16 ، فقد عملت على زيادتها بما يناسب الإيقاع والدلالة ، ولم أجد نقصاً في الشطر الثاني من البيت 13 بعد الرجوع إليه. ولا يفوتني أن أشكرك الشكر العميق على ما قدمته لي من نصح صادق بخصوص ما يتصل بعملية طبع الديوان ومكان نشره ، وسأعمل على طبعه في المغرب حسب نصيحتك ، فدار العين تطلب تكلفة لا يستهان بها ، وعدد النسخ كما ذكرت لا ينبغي أن يزيد عن 500 نسخة إن لم يكن أقل بالنظر إلى ما تعرفه سوق الكتاب من كساد ، وما يسود من عزوف عن القراءة كما تعلم . وسأبحث عن المطبعة فور الفراغ من وضع اللمسات الأخيرة على الديوان
أشكرك بحرارة على جهدك في رعاية هذا العمل ومساعدتك إياي على إخراجه إلى النور ،
وتقبل أنت وسائر أفراد أسرتك الكريمة أطيب التحيات ، وأصدق عبارات المودة والتقدير
أخوك : عبدالجبار


*****

أخي وصديقي الودود الشاعر المقتدر سيدي أحمد بنميمون

أشكرك أولاً على حسن اهتمامك . كنت خارج البيت هذا المساء حيث ذهبت إلى البيضاء لقضاء بعض الأغراض ، ولم أعد إلا الساعة ، كما أشكرك بحرارة على ما أبديته من استعداد صادق لتصحيح قصائد الديوان ، وتقويم منآدها. وأبعث إليك ضمن هذه الرسالة القصيدة العمودية التي تمت الإشارة إليها في رسالتي السابقة ، ونسخة أولية من الديوان . وقد استبعدت منه بعض القصائد التي رأيت أنها لا تتناغم مع روح الديوان. وأرجو أن تقدم أي اقتراح يبدو لك سواء حول ترتيب القصائد أو حذف بعضها أو ما تشاء من التعديلات والتصويبات ، وأنا أعرف ما تتميز به من صراحة في إبداء آرائك وإخلاص وجدية في النظر إلى ما يطرح عليك لتفحصه وإبداء الرأي فيه. وسأعمل بكل ما ستجريه على الديوان من تعديل وتقويم ، شاكراً لك مقدماً مجهودك واستعدادك لتكلف هذا العبء ، بل ربما أضفت إليك عبئاً آخر هو أن تشرفني بكتابة مقدمة لهذا الديوان بعد أن نستقر معاً على هيئته النهائية.

وختاماً ، لا أخفي عنك أنك أنت من أعادني إلى الكتابة الشعرية إلى جانب بعض الأصدقاء الذين تعرفهم جميعاً ، وتقبل صادق عبارات المحبة والتقدير والإعزاز

أخوك : عبدالجبار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى