رسالة من الممرضة آغنس فون كورسكي الي همنغواي 1919

“إرني، أيها الفتى العزيز.

أكتبُ لكَ هذه الرسالة في وقت متأخّر مِن الليل، بعد تفكيرٍ طويل. وأخشى أنّها ستكون جارحة، لكنني متأكّدة من أن جرحها لن يدوم للأبد.

كنتُ أحاول قبلَ رحيلكَ أن أقنع نفسي أن علاقتنا كانت علاقة حبّ ناجحة. لكننا لم نتوقف عن الجدال. اختلافنا كان واضحًا ومستمرًا، حتى استسلمتُ وقررت إنهاء كل شيء كي أمنعك من ارتكاب أيّ فعل يائس.

والآن، وبعد أشهر مِن تَركي لك، أعلم أنني مازلتُ مولعةً بك، لكنّه أشبه بولع الأم أكثر من ولع الحبيبة. لا بأس إن قلتَ عني بأني صغيرة مثلك. ولكنني لست كذلك، أنا أفقد عمري الذي يقرّبني منك وأبتعد شيئًا فشيئًا.

لذلك، أيّها الصبيّ (مازلتَ مجرّد صبيّ بالنسبة لي وستظل دائمًا كذلك) هل بإمكانك أن تغفر لي أنّي خدعتك دون قصد؟ أنت تعلم أنني لستُ سيئة، ولا أقصد إيذاءك. لكنّي أدركت أنني المخطئة منذ بداية الأمر. أنا مَن سمحت لك أن تهتم بي، أنا نادمة من كل قلبي على فعلتي. لكني سأظل دائمًا كبيرة جدًا عليك، وهذه هي الحقيقة، ولا أستطيع الهرب من حقيقة كونك مجرد صبي، مجرد طفل. أشعر بطريقة غريبة أنني سأملك سببًا في المستقبل يجعلني فخورة بك. فتاي العزيز، لا أستطيع الانتظار حتى يأتي ذلك اليوم.

حاولتُ جاهدة أن أجعلك تفهم ما كنتُ أفكّر فيه خلال تلك الرحلة من بادوفا إلى ميلان، لكنك تصرّفت كطفل مدلّل، ولم أستطع الاستمرار في إيلامك. الآن حصلت على الجرأة الكافية لفعل ذلك فقط لأنني بعيدة عنك.

ثمّ -وصدّقني عندما أخبرك أن هذا مفاجئ بالنسبة لي أيضًا- سوف أتزوّج قريبًا يا إرني، وأتمنى وأدعو أن تكون في وقتٍ ما من حياتك قادرًا على المغفرة، لتبدأ حياة جديدة وتنجز أعمالًا عظيمة تُظهر أيّ نوع من الرجال أنت.”

إعجابي، واعتزازي للأبد.

صديقتك،

آغي

====================
* رسالة الممرضة آغنس فون كورسكي الي همنغواي في ميلان حينما تطوّع ليعمل كسائق لعربة إسعاف على حدود إيطاليا خلال الحرب العالمية الأولى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى