حاميد اليوسفي - سارق الزكاة.. قصة قصيرة

رن الهاتف . فتح الواتساب ، وجد رسالة قصيرة مصحوبة بفيديو ، موقعة من طرف فاعل خير . تقول بأن أحد شيوخ الإخوان المسلمين يشغل منصب رئيس لجنة الزكاة ونائب رئيس حركة حماس ، تم ضبطه متلبسا في وضع مخل بالحياء داخل فندق بإسرائيل .
فتح الفيديو فظهرت امرأة أجمل من كل الحوريات اللواتي يمكن أن يتخيلهن رحالة عاشر نساء من بلدان مختلفة ، والرجل جالس إلى مائدة بجانبها لا يرتدي غير منشفة قصيرة يستر بها عورته ، وكأنهما يستمتعان بالحياة الأخرى في جنة عدن .
بعد ذلك توالت لقطات ساخنة لجسد المرأة ، تارة يظهر جزء من نصفها الأسفل عاريا من أعلى الفخذ إلى الرسغ مرورا بالساق الممتلئ بلحم أبيض فاتن ، وتارة يسقط شال أسود يستر وسط جسد بدا للناظر أنه يمكن أن يجذب سمك القرش من الثلث الخالي من البحار .
علق زميل يجلس بجانبه في المقهى :
ـ لو كنت مكانه لفعلت نفس الشيء ، وليحدث ما يحدث بعد ذلك !
رد عليه الراوي :
ـ ولكن أهل غزة لم يداووا جراحهم بعد . البعض فقد عينه ، والبعض فقد يده والبعض فقد نصفه الأسفل بالكامل ، وأغلبهم فقد مسكنه ، ومصدر رزقه ، ويبيت مع أبنائه في الخيام . والناس تقدم لهم المساعدات من وراء البحار لإسعافهم ، وتخفيف آلامهم ، وجبر الضرر الذي لحق بهم . والرجل هو المسئول الأول عن أموال الزكاة ، يقضي وقتا ولا في الأحلام مع امرأة من عالم آخر ، تقول للشمس إذا لم تطلع طلعت مكانك . وأين ؟ بفندق في إسرائيل ! والله يا أخي فعل مقزز يبعث على القيء .
قال صديق ثالث :
ـ وما بالكما بسيدنا يوسف عليه السلام ، الذي همت به زوجة الفرعون وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ؟!
علق الراوي :
المسئول عن الزكاة ليس نبيا . ماذا حصل ؟ رجل نام مع امرأة جميلة ، وقدم لها قسطا من أموال الزكاة . لنقل أنها أغوته . سيستغفر ربه ، وسيتوب ، وتستنكر الحركة ما فعله ، ثم تعفو عنه ، وتبحث له عن منصب جديد ، ويعود للعمل ، وقد يفعل زلة أخرى أكبر من السابقة . كلهم من نفس الطينة ، يسترزقون بالدين .
إنهم مثل القطط الجائعة ، عندما لا تحظى بقطعة من الرئة تقول بأنها نتنة .
انصرف الزملاء . فتح الراوي صفحته على الفايس بوك قرأ تعليقا ساخرا وماكرا لأحد أصدقاء الحي القديم ، اعتقد بأنه الأجمل والأنسب . يقول بأن الفيديو ذكره بقصة عن شاب يهودي من المغرب نام مع فتاة ، فألقي عليه القبض ، وقُدّم للمحاكمة . ولما دخل والده إلى قاعة المحكمة ، ونظر إلى الفتاة ، وبدت له آية في الجمال ، ثم نظر إلى ابنه الذي ما إن لمح أباه حتى خفض بصره ، وأحنى رأسه إلى الأرض خجلا . فما كان من الأب إلا أن جمع يده وصفعه بقوة صائحا فيه :
ـ ارفع رأسك أيها الحمار . أنت معتقل على المليح .
ما اوسع الهوة بين من يسرق النار وبين من يسرق الزكاة !
مراكش 18 يونيو 2021

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى