رسالة من لينين الی أ. م غورگي

الی أ. م غورگي
13/2/1908

أعتقد أن ما اثرته من مسائل حول خلافاتنا ليس إلا سوء تفاهم. فأنا لم أفکر بالطبع في ( طرد المثقفين) کما يفعل النقابيون الاغبياء، أو أن انکر ضرورتهم للحرکة العمالية. ففي هذه المسائل کلها لايمکن أن يکون بيننا خلاف. وأنا واثق من ذلک ثقة وطيدة. وبما أنه لايمکننا أن نلتقي الآن، فمن الضروري أن نبدأ معا علی الفور. ففي العمل سيکون أتفاقنا النهائي اسهل وأفضل.

سرني جدا جدا مشروعك الخاص بکتابة اشياء صغيرة للبروليتاري ( و قد ارسل لك الاعلان)، ولکن بما إن لديك عملا کبيرا فلا تنقطع عنه طبعا.

کنت اريد أن أجيبك في المرة السابقة بخصوص تروتسکي، لکني نسيت. فنحن ( أي هيئة تحرير البروليتاري) هنا، أي أل. أل. و أنا و اخر (*)، وهو زميل ممتاز من البلاشفة الروس) قررنا فورا دعوته للمساهمة في البروليتاري، و حددنا له موضوعا و عرضناه عليه، ثم وقعنا الکتاب بالاتفاق العام هيئة تحرير البروليتاري ، رغبة منا في طرح القضية علی مستوی أکثر جماعية( فبیني شخصيا و بين تروتسکي علی سبيل المثال، معرکة کبيرة، و قد کان العراك بيننا علی اشده في أعوام 1903-1905 عندما کان منشفيا). ولست أدري، إذا کان تروتسکي قد استاء من صياغة الدعوة بهذا الشکل. لکنه بعث برسالة لم يکتبها هو نفسه. فقد اعلمت هيئة تحرير البروليتاري ( بتفويض من الرفيق تروفسکي ) أنه يرفض الکتابة لانشغاله.

إنها وقفة تصنع علی مايبدو لي. وقد وقف في مؤتمر لندن الوقفة نفسها. فلا أدري إذا کان سيسير مع البلاشفة..

نشر المناشفة اعلانا هنا وقعه بليخانوف و أکسيلرود و دان و مازوف و ماتتينوف عن اصدار مجلة شهرية صوت الاشتراکي الديمقراطي . سأرسلها إليك فور حصولي عليها. قد يحتدم الصراع. أما تروتسکي فيريد أن يکون( فوق المجموعات المتصارعة ).

اما بخصوص المادية، بوصفها فهما للحياة، فأعتقد اني لا اوافقك من حيث جوهر الموضوع. فالحديث يدور بالضبط هنا لا عن ( الفهم المادي للتاريخ) ( فهذا امر لاينکره تجريبونا )، بل عن المادية الفلسفية. ام ان يکون الانغلوساکسونيون مدينين للمادية بروحهم البرجوازية الصغيرة، والرومانيون بفوضويتهم، فهذا امر اعارضه بکل حزم. فالمادية فلسفة مهملة عندهم في کل مکان. ( فنيوزيت)، وهي اکثر المجلات رصانة و اطلاعا، لاتهتم بالفلسفة، و لم تکن في يوم من الايام نصيرة متحمسة للمادية الفلسفية. و مع هذا نشرت في الآونة الأخيرة مقالات التجريبين بدون اي تحفظ.

ام ان يکون بالامکان استخلاص نظرة برجوازية صغيرة ميتة من تلك المادية، التي علمنا اياها مارکس وانجلس، فأمر غير صحيح، غير صحيح! ان التيارات البرجوازية الصغيرة في الاشتراکية الديقراطية تحارب، اکثر ماتحارب، المادية الفلسفية، و تميل الی کنط والکنطية الجديدة والفلسفة الانتقادية. کلا، فتلک الفلسفة، التي اسسها انجلس في کتابه ( ضد ديوهرنغ)، ( لاتسمح للبرجوازية الصغيرة حتی بوطؤ عتبة البيت. و بليخانوف سيئ الی هذه الفلسفة بربطه الصراع هنا مع الصراع الانشقاقي. ومن واجب کل اشتراکي ديمقراطي روسي الا يخلط بين بليخانوف السابق و بليخانوف الحالي.

لقد خرج أل. أل. لتوه من عندي. ساخبره مرة اخری بخصوص ( المؤتمر). فأذا کنتم تصرون، يمکن ترتيبه لمدة يومين و بأسرع مايمکن.

اشد علی يدك

لينين

جنيف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى