لمياء عصام مرسي - "أدب عبري" أم "أدب إسرائيلي"؟

مَن يقرأ الأدب العبري يتشتت ذهنه بين مُسميات هذا الأدب، فهل هو "أدب عبري" أم "أدب يهودي" أم "أدب صهيوني" أم "أدب إسرائيلي"؟ وهل هناك فروقات بين هذه المسميات؟

سنحاول فيما يلي توضيح الفروقات بإيجاز على الرغم من تقارب الحدود بين هذه المصطلحات:

الأدب العبري
هو الأدب الذي أنتجته الجماعات اليهودية في أوروبا في الفترة من 1750 وحتى 1948م، وتناول موضوعات متعلقة بالحياة الدنيوية العلمانية لهذه الجماعات.
وترجع تسمية "عبري" أو "اللغة العبرية" إلى عدة تفسيرات؛ من بينها، أنها ترجع إلى "عابر بن شالح بن سام" أحد أجداد الساميين. وهناك رأي يرى أنها ترجع إلى وصف سيدنا إبراهيم ب"إبراهيم العبري" لأنه "عَبَر" نهر الفرات، أو ارتحل وتنقل. ورأي آخر يرى أن أصل الكلمة "خابيرو" وهي قبائل ظهرت في فترة معاصرة لظهور العبريين، وورد ذكرهم في رسائل أمراء فلسطين الكنعانيين إلى عزيز مصر.

الأدب اليهودي
هو الأدب الذي كُتب بالعبرية أو بلغات أخرى وتناول موضوعات متعلقة باليهود واليهودية كديانة.

الأدب الصهيوني
هو اصطلاح يُطلق على ما كتبه اليهود وغير اليهود بأي لغة عن موضوعات تتعلق بالفكرة الصهيونية وتدعو لها. أي أنه لا يصف شكل الأدب ولا محتواه وإنما يصف اتجاه أيدولوجي عام.

الأدب الإسرائيلي
يُقصد به الأدب الذي أُنتج في فلسطين بعد إنشاء إسرائيل عام 1948م وهو في مجموعه يعالج مشاكل المجتمع الإسرائيلي بواقعه ومكنوناته. ومعظم هذا الأدب مكتوب باللغة العبرية فيما عدا استثناءات قليلة كُتبت بلغات أخرى.
وتنسب تسمية "إسرائيل" إلى سيدنا يعقوب، حيث ترد قصة في التوراة مفادها أن يعقوب خاض عراكًا ضد رجل، ولما رأى الرجل أنه لا يقدر عليه، طلب منه أن يطلقه، فقال له لا أطلقك حتى تباركني، فباركه وقال له "لن يدعى اسمك يعقوب من بعد، بل إسرائيل، لأنك صارعت الله والناس وغلبت (سفر التكوين 20 : 23). ولفظة إسرائيل مكونة من كلمتين ساميتين قديمتين هما: "إسر" بمعنى غلب، و"إيل" أي الرب أو الإله.

للمزيد راجع *إشكالية الهوية في إسرائيل - د. رشاد الشامي
*اغتراب الشخصية اليهودية في الأدب العبري الحديث - د. أحمد حماد
أدب إسرائيلي, أدب عبري, الهوية اليهودية




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى