لمياء عصام مرسي - الأجيال الأدبية في إسرائيل

في خلال العقود الستة الأولى لقيام إسرائيل، نلاحظ وجود خمسة أجيال أدبية عبّروا عن الأوضاع المختلفة التي مر بها المجتمع الإسرائيلي، هذه الأجيال كما صنفها الناقد الإسرائيلي "يوسف أورن" هي:

1- جيل أبناء الدولة
هم أدباء الأربعينيات والخمسينيات، وأدباء حركات الشباب الطلائعي في سنوات الانتداب البريطاني والحركات السرية وكتائب البلماح وحرب 1948م، ومجموعة من هؤلاء الأدباء ينتمون لـ"الحركة الكنعانية" التي أسسها الأديب "يوناتان راتوش" – وهي الحركة التي دعت إلى إقرار السلام في الشرق الأوسط من خلال قيام كيان علماني جديد في المنطقة السامية تكون لغته العبرية وينتمي إليه أيناء كل شعوب المنطقة.
وقد اجتمع أدباء هذا الجيل حول موضوعات "الوضع الإسرائيلي" ولذلك فضلوا الأسلوب "الواقعي" في كتاباتهم. بعد ذلك اُتهمت هذه الكتابات بأنها مُحافِظة وأنها جُندت أكثر من اللازم لخدمة مهام المجتمع الإسرائيلي بعد حرب 1948م.

من أبرز أدباء هذا الجيل: "سامخ يزهار" و"موشيه شامير" و"أهارون ميجد" و"ناتان شاحام" و"دافيد شاحار" و"بنيامين تموز" و"حانوخ برطوف" و"حاييم جوري" و"أمير جلبوع" و"نسيم ألوني".

2- جيل الموجة الجديدة
هم أدباء الستينيات الذين نشأوا تحت وصاية موجة الهجرة الكبرى في الخمسينيات، وقضية العملية المخجلة "فضيحة لافون" 1954م، والعدوان الثلاثي 1956م وحرب 1967م.
تأثر هذا الجيل بالفلسفة الوجودية التي انطلقت في دول غرب أوروبا، حيث انشغل بالموضوعات التي تتعلق بالوجود أي بـ"الوضع الإنساني"، واستخدم فيها أساليب تتناسب مع الواقع الجديد مثل "الواقعية الوجودية" و"الواقعية الرمزية" و"الواقعية التصويرية".
وبعد حرب 1967م عاد هذا الجيل للأسلوب الواقعي، وانطلقوا من أنماط القصة القصيرة للرواية، كي يردوا على ما يحدث من تطورات في المجتمع الإسرائيلي. وبذلك ساهموا في ازدهار القصة السياسية الواقعية.

من أبرز أدباء هذا الجيل: "عاموس عوز" و"أ.ب. يهوشوع" و"أهارون أبلفيلد" و"يهوشوع قناز" و"عمالياكهانا كرمون" و"شولاميت هارئيفن" و"يهودا عميحاي" و"ناتان زاخ" و"داليا رابيكوفيتش" و"دافيد أفيدان" و"يوناه فولاخ" و"حانوخ ليفين".

3- جيل الموجة الواقعية
هم أدباء السبعينيات والثمانينيات، وقد عبّروا عن تبادل الأجيال في السُلطة، بدءًا من جيل العمالقة "جيل الديناصورات – المؤسسين" وهم (دافيد بن جوريون، ليفي أشكول، بنحاس سابير، جولدا مائير) وحتى جيل "الصباريم" (موشيه ديان، يجيئال آلون، اسحاق رابين). كما عبّروا عن حرب 1967م وعن الاستيطان، لكن تعتبر حرب أكتوبر 1973م هي الحرب التي بلورتهم كجيل منفصل عن الأجيال السابقة، فطالبوا بالإفاقة من النبوءات المسيحانية، والتمسك بالمتاح في الواقع من أجل إقامة دولة يهودية "ديمقراطية" في الشرق الأوسط العربي.
بعد هذه الحرب وتأثيرها على أدباء هذا الجيل، عادوا مرة أخرى للانشغال بموضوعات " الوضع الإسرائيلي"، كما غربت شمس شخصية الصبار بكل سماتها، وتم التعبير عن شخصية المهاجر الإسرائيلي وصعوبات استيعابه في الخمسينيات.

من أبرز أدباء هذا الجيل: "يعقوب شبتاي" و"يتسحاق بن نير" و"روت ألموج" و"يسرائيل همئيري" و"دافيد جروسمان" و"جبريئللا روتم" و"مايا بيجرينو" و"روني سوميك" و"آجي مشعول" و"حفا بنحاس كوهين" و"يهوشوع سوفول".

4- جيل الأصوات الجديدة
هم أدباء تسعينيات القرن العشرين والعقد الأول من القرن العشرين. وقد عبّر هذا الجيل عن حرب لبنان 1982م، والانتفاضة الأولى (1987-1993م)، بل وعبّر أيضًا عن توقيع إتفاقية السلام مع مصر (1979م) ومع الأردن (1994م).
زاد في هذه الفترة الميل للابتعاد عن موضوعات "الوضع الإسرائيلي" والعودة مرة أخرى لموضوعات "الوضع الإنساني"، حيث عبّروا عن التأرجح والهرب من التعامل مع الواقع الصعب، وعن الانهزامية وما بعد الصهيونية. ومن الملاحظ أن في هذا الجيل قد تعاظم "الصوت النسائي"، كما اشتهر أيضًا ما يُسمى بـ"الأدب التجاري التسويقي".

من أبرز أدباء هذا الجيل: "أورلي كاستل بلوم" و"سفيون ليبرخت" و"يوفيل شمعوني" و"يهوديت كاتسير" و"يعاراه شاحور" و"دانا أمير" و"عدناه مازيا".

5- الجيل الخامس
هذا الجيل لا يزال على الأبواب ولا يمكن أن نمنحه اسمًا حتى الآن لتعريفه. وقد كتب أدباؤه عن حرب الخليج (1991م) وخروج الجيش الإسرائيلي من لبنان (2000م) بعد 18 عام من حرب لبنان (1982م)، وأيضًا كتب عن الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) (2000-2005م)، وعن اغتيال رابين (2005م) وفك الارتباط (2005م) وحرب لبنان الثانية (2006م)، والحرب على غزة (2008م).
أبدى هذا الجيل استعدادًا للتعامل من جديد مع موضوعات "الوضع الإسرائيلي" لكن عن طريق وصف متطرف وخيالي، كما ظهر في كتاباتهم ميل للموضوعات الفانتازية والمثالية والبطولية.

من أبرز أدباء هذا الجيل: يمكن الإشارة لأدباء مثل: "شمعون أداف" و"درور بورشتاين" و"اساف شور" و"ايلات شامير" و"عينت ياقير" و"اشكول نيبو" و"سامي بردوجو".




* للإطلاع على المقال العبري من هنا ,ولقراءة المقال السابق "ملخص لتاريخ الأدب العبري الحديث" من هنا.
نُشر هذا المقال في موقع احتلال نيوز بتاريخ 2/4/2017




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى