إبراهيم صبحي الزناري - نور منسكب من محياك

لم أكن سعيدًا لأنك تتعبين من أجلي ..
ولا لأن عمرنا الضائع قبل الوصل يدب حوالينا بثمانية أقدام واثقة تسير نحو المستقبل كما لم نسِر نحن ..
ولا لهذا الحياء الذي أضاء حوالينا بنور أحمر منسكب من محياك الذي لايزال طفوليًّا كما كان
كذلك لم تكن هذه التواريخ التي تراصت علی رفوف الذاكرة سرًا للسعادة الغامرة التي ملأتني بالطمأنينة والثقة ..
كان شيء خفيٌّ يركض خلف عمرنا الضائع ويقدم عناقيده حتی نتناول ضحكة القلب مع أقراص القهوة
كنتِ -وكما لم تكن امرأة جميلة - تديرين قلبي الذي شوشته فكرة الاقتراب من عالمك الخاص والتصفيق ...
وكنت - كما لم يكن عاشق بالفطرة-
أرسم قلوبًا في كل المساحات المتاحة فيقبل عمرنا في المرايا والظلال وأطباق الفناجين
ونعود صبيين حالمين يتأرجحان حبًّا وانتظارًا
وكانوا – كما لم يكن باحثون عن الحب –
قطعًا من حياتنا التي لم تترك للإحباط مساحة في زخم الروح

لنا أن نتبادل حمل قطتنا الجميلة ربما تنقل في شعرها رسائل القلب المتلاحقة
لك أن تسمي النجمة (أسيل)
وأن يتغير وجهكِ وأنا أحكي
- بتلقائية صبي مشاغب –
فتنطلق عصافير الخوف في كل اتجاه.

كنت سعيدًا جدًا يا حبيبتي
لأن الخيال الذي امتد لأكثر من ربع قرن
تجسد في اللحظات الفارقة عطرًا ينثره القلب
فينتشر في ساحات الروح
العامرة بالحنين .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى