رسالة العلامة محمد المختار السوسي إلى أحمد الناظر

تنجداد 2 شوال 1372 هـ

محمد المختار
الأستاذ الأخ سيدي أحمد الناظر، سلاما طيبا، وتحية معسولة هذا، أما بعد طي كل ما تقدم من أزمنة تخال متطاولة، فإن القلوب تتناجى مع الأحياء في قصورهم، كما تتناجى حول الأحياء في قبورهم، ولا يبعد إلا من يبعد في الأفئدة وحاشا أن نكون في جنابكم إلا كما نراكم في جوانبنا، والحمد لله على المجاورة من جديد، والمكاسرة في القريب لا البعيد، وقد تدانى الجواز، وتقارب ديار من ديار: واذكرونا مثل ذكرانا لكم رب ذكرى قربت من نزحا وهذا واجب أديناه للقاضي الراحل إلى جوار ربه، حيث تفرغنا لقضاء الواجبات للخالق وللمخلوقين، تفرغا محمودا مشكورا مغبوطا. والسلام عليك وعلى كل الأسرة، وعلى ولدك وعلى كل من إليكم، يا آل أعمو الكرام البررة، وإلى اللقاء. أخوكم ـ وجدناها مكتوبة تحت قصيدة تعزيته للقاضي أعمو ـ الناشر ـ إلى أديب الحمراء أحمد الشرقاوي الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه الأستاذ الأديب الكبير: أديب الحمراء الوحيد، سيدي أحمد الشرقاوي، وعليكم السلام، هذا فلا أزال سكران برحيق رسالتك، ومفعوما بأريج بلاغتك، فقد سجعت حتى هممت أن أراجع صفوف الساجعين، وأن أكون لبيانهم الخاص من الناجعين، وإلى طريقتهم بعد الكبر من الراجعين، فقد تقربت الأسجاع بقلب شجاع نجاع، أسهل بين الألفاظ العذبة كأنما ألتقط الجوهر المكنون، وأتوقل بين الألفاظ الحوشية إن تعرضت لي منها حزون مجزون، فأصاحب الأنس بشرا سويا، وأتشكل بأشكال مختلفة إن صادفت هناك جنيا، حتى إذا أتيت على الرسالة الطويلة وأنا أستزيد، تمنيت لو وجدتك إزائي لأجاذبك ـ كعادتي معك ـ الأحاديث، لولا أن فاجأني قول ابن الشريد: أهم بأمر الحزم لو أستطيعه... وبعد: فما كان أولى رسالة الأخ أن أتفرغ لأختها حتى نعيد كرة أخرى ما بين ابن المعرة وصاحبه، ولكن الأشغال أملت التأخير إلى حين، فخوفا من أن تبقى الرسالة من غير أي جواب، ولو علامة ظفر بادرت بما ترى، وما يدريك، فلعل هذه القطرة تكون كما قال الشاعر: وأول الغيث قطر ثم ينهمر.
وسلاما على أدباء الحمراء وعلى جو الحمراء وعلى كل من في الحمراء من ابن الحمراء. 14 حجة 1371 هـ ـ
محمد المختار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى