السيد فرج الشقوير - كيف هُنتُ على أمي..

كيف هُنتُ على أمي..
حين ولدتني قطاراً....
غير مُطابقٍ للمُواصفات القياسيّة لسكك حديد مصر
قِطاراً مبتسراً....
لمْ يكنْ هناك حضّانٌ بحجم قِطار
العالم (الفينو) بذات نفسة...
لم يخترع حضّاناً لعرباتٍ مُبتسرة
أهملُوني تحت شمس البطاح كي أجفّ
عندما لاحظوا أرضيتي الرخوة...
التي لا تطيق الدعس اليومي
وتحفظُ بصمات الأحذية
رُبّما أرفع عليها فيما بعد قضية...
حين تعرفُ محكمةٌ ما أنّ للأسفلت شرفا
ولاحظوا أنني لم أكن من حديدٍ تماماً
مضغةً مني لم تكن صدِأة..
ستُطالِبُهم باحترام حقوق العربات
ومطالب أخرى محتملة
أدركُ أنني
مأخوذٌ إلى غربةٍ قسريّة
ربما أهمسُ في آذان البواخر...
وأتوبيسات وسط وغرب الدلتا...
فتُعلِنُ التّمرد
حين تتعرف إلى إحساس قطار يُسافر كل يومٍ
إلى نفس المحطة الرّتيبة
عِند منعطفِ القطعة البكَّاءَة من قلبك
مروراً بمحطاتٍ فرعية
رُشَّتْ كحروف الكلمات المتقاطعة
ما إن تتصالح مع محطة من حرفين
تفجؤك محطاتٌ معكوسة
وأخرى مبعثرة
ولغز السودوكو للتّعمية على روعة الحقول..
لا تستطيع القطارات التريث
مضمارُ اللُّهَاث حتمي....
كإجابةٍ إجباريّة
كاضطرار القرى للتّواجد دُون رصيف...
لا تقتني القطاراتُ شراشفاً.. ولا ألحِفة
ولا تقتني حقيبة....
من جمهرة الحقائب المسافرة
فلن تنام في إحدى الفنادق
القطاراتُ في المُجملِ تتعامل مع الأجزخانات
والنظّارات الشمسيّة
ديمُومة الرحيل داخل نصٍّ للحزنِ...
تستعبِدها حتّى النِّهايات
تختصرُ إحتياجات قطار...
في نظّارةٍ شمسَثَلجيّة للفصول...
وشريط ترامادول للسّهد
خافوا أن تدرك وسائل المواصلات
تلك المضغ الحيّة
وأن تُضمِرَ احتِيَاجاً جديداً...
كَنيَّةِ الخُروجِ منْ أبدِيَّةِ التّوازي... مثلاً
فجفّفُوا أرضيتي بعناية
وتم طلائي بمنتهى السرعة
دمغوني ب.. س/ح/م....
كَأيّ من عربات الدرجة الثالثة...
واستراحوا.

السيد فرج الشقوير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى