محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ما زلت تراني يا ابي صغيراً

ما زلت تراني يا ابي صغيراً
صبياً تغرق اصابعه في باطن كفك ، لتُقاطع به حوار الطريق
تهمس في اُذنه
هُسسس
سأشتري لك فماً ضاحكاً إن صمت
ابي لقد بلغت
ابي لقد رأيت عضوي يخرج عن ارادتي نحو إرادة اجساد لا املكها
ابي لقد رأيت الليل
يعبث باظافري
بنافذة النعاس
بفوط الحنين الطرفية
بمكنسة الوقت في المنبه
ابي لقد
نما لي شارب
شارب اكثر كثافة من الايادي التي امتدت لتحمل قبر الشهيد الى الضفة الاخرى من السراط
و تضخم صوتي حتى اصبح بفزعني
اُناديني لاعرف كيف صوتك حين كنت أنت الدوي الذي يهش الجراح عن جسدي
ابي
انكسرت دميتي
ولم ابك
ابي إلتهموا سندوتشاتي
ولم اعض احدهم
ابي لقد
رسبت ، ولم اتغيب عن الغداء
ابي لقد كبرت بما يكفي
لاُدرك
أن ضحكاتنا كانت سخرية الحاضر
من طيشنا
وادركت أن الفتيات هن الفتيات
نمشاً نخفيه
في ليل المنافي
لا فرحا نُحلق به عالياً
اعلى من الرب
ابي كبرت ، ولم اعد اخشى في الليل ، صوت " المرافعين "
بل بت اخشى انسكاب الرأس
في دوار الغياب
ابي لن تُصدق
لقد بت ابلغ ضعف عمري باكثر من عشرة اعمار
لقد عرفت نساء بحجم الاظافر التي قلمتها بفمي
و
ترنحت في زقاقات المدينة مثل خط الصغار على الورق المُبتهج
انكسرت في صمتي
انثقبت من الاعلى وتدفقت اكثر لاعلى
نمت حتى الصباح في خصر اُنثى
سألتني اي نافذة تلك التي قذفتك
مثل رسائل حداد
ولم اجد لغة بالغة داخلي كي تُجيب
قُرأت ملامحي في الصغار ، وانا اعبرهم بلهفة عائد من الحرب نحو بسيط الحديث
وتنقلت بين اكثر من قلب ، اكثر من كأس
و اكثر من مدينة
وفي كل مدينة ، وضعت نعشي وجثماني
وهربت قبل
رصاصة من الصلاة
ابي
لقد جربت المارجوانا ، رأيت نفسي اطفو
واطفو
واطفو
تحولت لاكثر من اثنين
رأيتني املأ المكان
صار اللامعقول يجلس جواري يعزف لي موسيقاي المُفضلة
رأيت امرأة
تُقبلني وتنسى فمها معي ، ليزحم عزلتي
ابي لقد
صليت لغير الرب
صليت لفضيحة القصيدة ، امام جمهور المهذبين
ابي كبرت بما يكفي
لتكون اخطائي جرائم
فحين اهمس لاُنثى بأن اردافها لطيفة
بتهمونني
بسوء النظر ، وسوء اخلاق القصيدة
وحين اسب
يستغفرون
وحين اتحدث ينشغلون باصابع بعضهم ، بالاحاديث التي تُقال ليلاً
وحين احول دموعي لاحرف
يصفقون
ابي لقد كنت دوماً في نظري
أله المعجزات
اعيدني صغيراً
اصلح دميتي
اطرق ابواب من اكلوا سندوتشاتي ، اطرق بلوغهم ، ازعجهم وهم يقبلون زوجاتهم ، وهم يتناولون العشاء ، وهم يتبادلون الخيالات الاباحية في الهواتف
اخبرهم أن ابني عاد صغيراً
وأن يعيدوا سندوتشات
نهبوها
قبل ما يزيد عن العقد
ابي
اعدني صغيراً
فما عدت احتمل هذا الغباء الاباحي الذي يُسمى سفر الكبار


عزوز


ليلة الخميس :
٥ اغسطس ٢٠٢١ ، ليبيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى