مدحت ثروت - مذبحة

ليلتنا المرتقبة في حرم الجمال انتظر قدومها مراقبا عقارب الساعة منذ صبيحة هذا اليوم البهي، اشتريت لها زينة أعياد الميلاد، جمعت ألوانها كما لبستاني يجمع وردات الربيع وقت تفتحها؛ كي يهديها لحبيبته في عيدها، سابقت خطواتي عقرب الثواني بل كانت كل دقة تلغدني في صميم قلبي، ليته ينتهي من تسلحفه وتعالي نبضاتي، وعند الصائغ كان عقدها الذي جمعت حباته من دموع سنوات اشتياقي، طويت الأميال إلى ملتقانا، وجاء المساء فارتديت اناقتي من عينيها، وتعطرت بانفاسها الجذابة التي طالما كانت تثيرني، وتفتح الطريق أمامي، وتخضع لي قوى العالم المظلمة، تمايلت في خيلاء كغزال تداعب حشائش الصباح دون رفيق، مرتدية فستانها الذي نسجت خيوطه من رموش باتت تحرس عيني حتى لا تنام طيلة غيابها، تلون الكون حولي بألوان البهجة والسعادة والحب، موسيقى أقدامها حين تخطو تعزف أنغام تسحر مجرة العاشقين، جدائل شعرها ليلة صيفية قمرها على الوجه الصبوح، جلسنا على طاولة الاحتفال، أشعلت شمعتها من لهيب لوعتي، جاء دورها لتقطع كعكة العيد، ذبحني خلو مقعدها، وصوته الوحشي ممزقا قلبي وهو يداعبها.
  • Like
التفاعلات: خالد الشاذلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى