رسائل بين عبد الجبار العلمي و لينا كيلاني

الناقد والصديق العزيز د. عبد الجبار
تحية المودة والصداقة.. وأنا التي كنت سعيدة برسالتك وبمبادرتك بإغناء صفحتي على الفيس بوك وأنا حديثة العهد بها.. كانت مفجأة لي ومبادرة ذكية منك بأن أعطيت الآخرين فرصة للإطلاع على بحثك النقدي الذي أثمنه عالياً، وكذلك مراسلاتنا الأدبية.

أما كتابك فهو ليس بالمتواضع لأن فيه جهداً كبيراً في تناول عدد لابأس به من الروايات وتقييمها حسب معيار النقد الأدبي.. وأنا أنتظر كما غيري بالتأكيد صدور مؤلف آخر جديد لك يغني المكتبة العربية التي تشكو منذ عقود ندرة النقد والنقّاد، بما بات يشكل أزمة مع تكاثر أعداد الكتّاب ولا أقول الأدباء على الساحة الأدبية، ولعل تنامي ظاهرة التواصل الاجتماعي عبر صفحات المواقع على الإنترنيت ما شجع تلك الاعداد في تزايدها.. وهو ما أشرت اليه منذ وقت قريب في مقال لي بعنوان (الفيس بوك.. ووهم الإبداع).. كل هذا يعود بي الى غياب حركة النقد في وقت أحوج ما نكون به اليها.

الأعمال الكاملة لأمي لم تر النور بعد، إذ لم أتم إعدادها إلا منذ وقت قريب، وهي على أي حال ليست كامل الأعمال التي بحوزتي، فمشروع وزارة الثقافة في سوريا في طباعة الأعمال الكاملة سيقتصر على إعادة طبع الروايات والمجموعات القصصية والدراسات المنشورة سابقاً ذلك بسبب الظروف الصعبة والضائقة التي تمر بها الوزارة والبلاد عموماً. لازال لدي من إرث والدتي الأدبي ما لم يسبق نشره في مؤلفات ولو أنه منشور عبر الصحافة على تنوع منافذها. سأعمل على إغناء صفحتها على الفيس بوك كشخصية عامة بما أرجو أن يلقى الاهتمام والاستحسان كمرحلة أولية قبل أن أقوم بإنشاء موقع خاص بها.

الوقت.. هذا الثمين الذي نهدره أحياناً ويهرب منا في أحيان أخرى بخبث ودهاء.. كم أتمنى أن أقبض عليه بقوة لأستفيد من كل دقائقه وثوانيه.. وليسعفني في أن أقوم بكل ما يجب عليّ القيام به.. بينما الأعمار والأقدار تسير بنا الى حيث لا نعرف.. أو بالأصح الى حيث يشاء الله.

أعتز بهذه الصداقة الرفيعة وبك مبدعاً متألقاً

وما دام الفضاء رحباً أمامنا فلن نفقد وسائط الحوار وإغناء الأفكار

مع كل التقدير

لينــــــا


...***...


الأستاذ د. عبد الجبار

يبدو أن لنا وجهات نظر متقاربة وخاصة فيما يتعلق بالأديان وأبعادها الإنسانية.. أما السيرة النبوية الشريفة التي كتبت عنها في (20) جزء فهي لم تكن مجلدات وهذا شرف لا أدعيه أو أنسبه لنفسي وإنما هي كتيبات، وأنا الآن بصدد نشر النص العربي لها.. أرجو أن يوفقني الله في ذلك. لقد حرصت من خلال تلك الأجزاء ألا تكون كتابة كلاسيكية كما عودتنا الكتب الدينية.. فأي كتاب منها تقع يدك عليه تجده يشبه ما سبقه أو ما يأتي بعده وبلغة مقعرة قد لا يفهمها القارئ المعاصر أحياناً ولعلي أنا من هؤلاء الذين لا يستسيغون تلك اللغة التي لم تعد متداولة الآن.. وهذا بالتالي ما حاولت أن أحققه أيضاً من خلال سلسلة الصحابة التي بدأتها مع (دار المعارف) في مصر إذ تعمدت أن أكتب من دواخل الأبطال وليس عنهم.. وأكثر من افتتنت بشخصيته كان سيدنا عمر بن الخطاب.. ذلك العملاق الرائع.. وكذلك جعفر بن أبي طالب.. وغيرهما ممن كان لي شرف أن أكتب عنهم.

أرفق لك الجزء الأول وكذلك الأخير من السيرة للاطلاع لا أكثر.. وليوفقنا الله دوماً في عالم الكلمة النظيفة والرؤية الصادقة.

ودمت

مع التقدير

لينــا

***

الأستاذة الفاضلة الروائية المبدعة لينا كيلاني

أسعدتني رسالتك التي تلقيتها قبل لحظات ، وراقني أنك تنظرين إلى الأديان هذه النظرة الإنسانية، فالأديان جاءت من أجل تحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والسلام للبشر ، وتنزع بذور الشر والكراهية من نفس الإنسان، وتعمل على إسعاده والرقي به إلى مستوى الإنسان بما تحمله هذه الكلمة من معان.أليست هذه هي وظيفة الأدب والفن والفلسفة؟ إن رسالة الأدب والفن والفكر لا تختلف عن رسالة الدين، مهمتهما واحدة هي ترقيق المشاعر، وتهذيب النفس والسمو بالذوق وجعل الإنسان إنساناً حقاً، فينفر من الشر ، ويكره الحروب ، ويتعايش مع أخيه الإنسان في كل مكان بغض النظر عن الاختلاف في الدين أواللون أو الوطن ، وهذا ما عالجته أنت في روايتك الإنسانية " بذور الشيطان " التي شرفت بالكتابة عنها

أما روايتك " " الاختيار " فهي فعلاً بين يدي ، وقد لمست من خلال تصفحي لها أنها من أدب الخيال العلمي الذي أنت شغوفة به ، ولن أكتفي بتقديم مجرد انطباع عنها ، بل سأعمل على كتابة دراسة ، أرجو أن أوفق فيها. أما إخبارك لي بترجمتك السيرة النبوية الشريفة موجهة إلى الأطفال إلى الإنجليزية، فقد أطلعني على جانب آخر لم أكن أعرفه عن جهودك العلمية الهادفة.ومثل هذا الجهد هو الكفيل بتعريف الآخر بالدين الإسلامي ، وما يزخر به من قيم إنسانية نبيلة ، فضلاً عن تقريبه إلى العقل الغربي ليفهمه بصورة صحيحة تغير مفهومه له على أنه دين إرهاب وعنف.20مجلداً .هذا جهد كبير وفقك الله إلى الاضطلاع به تقصر عن القيام به مؤسسات رسمية.وهذا ماكان يقوم به مفكرو النهضة التنويريون مثل الشيخ محمد عبده الذي كان ـ كما تعلمين ـ يفسر القرآن تفسيراً يقربه إلى أذهان الغربيين
ولو سرنا على منواله ومنوال الفكر التنويري النهضوي لما وصلنا إلى الأصولية المتطرفة ، ولما اتخذ الغرب من ديننا موقف العداء والنفور

سعيد برسالتك التي أثارت مواضيع جديرة بالنقاش والحوار المفيدين

مودتي وتقديري

أخوك : عبدالجبار


***

الأستاذ والأخ الكريم د. عبد الجبار

يسعدني أنك وجدت ما أرسلته لك مفيداً وشيقاً.. وها أنت تثني على الطريقة الجذابة التي توصل الفكرة العميقة والمغزى ببساطة.. والدين ما الدين؟ ما هو إلا أخلاق رفيعة ومثل عليا تتطلع اليها الإنسانية.. ولو قبلنا الأديان على هذا الأساس لما كانت هناك مشكلة بين شعوب الأرض.. ولكن ماذا نقول في النظرة الضيقة التي ينظر من خلالها الإنسان الى الكون؟؟ وهذا ما حاولت أن أقفز فوقه في روايتي (الاختيار) والتي هي بين يديك الآن.. تنتظر أن تقرأ سطورها.. وأنتظر معها أن أعرف انطباعك عنها.

منذ عدة سنوات طلبت مني مؤسسة مناهج العالمية أن نقوم بمشروع كتابة السيرة النبوية الشريفة باللغة الانكليزية ليصار الى توزيعها في البلدان الناطقة باللغة الانكليزية، وخاصة بين أبناء الجاليات العربية ممن لا يعرفون العربية ويتوقون لمعرفة السيرة النبوية الشريفة. كان التحدي أمامي كبيراً في كتابة السيرة وقد كتبت مئات المرات.. فكيف إذن سأقدمها بصيغة جديدة؟.. ولكن الله وفقني.. فحرصت من خلالها على تبيان الجانب الأخلاقي، والحضاري، والإنساني للرسالة بما ينتزع ربما قبول الغربي لها إن لم نقل تعاطفه أو اقتناعه. وبالمناسبة فأنا أعتز كثيرا بهذا العمل المؤلف من (20) جزءاً.

كثيرة هي العوالم التي تسحبنا اليها.. في الفكر.. والفن.. والاختراع.. والعلم.. وغيرها.. وغيرها.. هذه هي عوالمنا فما أغناها.. وما أغنانا بها.

مع تقديري

لينــا


****


الأديبة الروائية المبدعة الصديقة العزيزة لينا كيلاني

تحية مودة وإعزاز ، وبعد

سعدت أيما سعادة برسالتك بعد غيبة طويلة. أقدر كل ظروفك التي حالت بينك وبين تواصلنا. والحقيقة أنني تساءلت مراراً عن تأخر رسائلك ، وقد بعثت إليك رسالة لأعرف أخبارك ، وأطمئن على أحوالك بعد طول غياب ، وأذكر أنني سألتك فيها عن مشروع إعادة طبع أعمال الوالدة العزيزة الكاملة تغمدها الله برحمته الواسعة ، وهل تم إنجازه ؟. أتمنى أن تكوني قد أتممت عملك فيه ، وأن يخرج إلى النور لأن في ذلك سعادتك وارتياحك ، وإضافة متميزة للمكتبة العربية وفائدة جليلة للقراء والمهتمين في كل أرجاء الوطن العربي الذين يعرفون قدرها ومكانة أدبها ، ومنها المغرب الذي ما زلت أذكر وأنا في سن التلمذة ، أن كبريات المكتبات في مدينتي تطوان كانت لا تخلو واجهتها من عرض بعض كتبها الإبداعية. وأنا أعرف اسم هذه الأديبة الرائدة منذ ذلك العهد

أما عن شهادتك في كتابي المتواضع ، فقد أثلجت صدري ، وأدخلت على نفسي البهجة والحبور. أعتز بشهادتك الصادقة ، وأضعها وساماً على صدري ، وأتخذها حافزاً يدفعني إلى المزيد من الكتابة والبحث في مجال دراسة الرواية ، وأتمنى أن تكون دراستاي عن روايتيك الجميلتين " بذور الشيطان " و الاختيار" قد نالتا إعجابك

سرني أنك خصصت لأديبتنا والدتك الحبيبة قمر كيلاني صفحة على الفيسبوك ، وبذلك سيتيسر لنا التواصل باستمرار

أعتز بك صديقة راقية ، وأديبة متألقة

ونحن على تواصل دائم

مودتي وتقديري
أخوك : عبدالجبار

.************************
***********************
****************************
****************************



صديقتي العزيزة الأديبة الروائية المتألقة لينا كيلاني
تحية طيبة ، وبعد
باديء ذي بدء ، أتقدم إليك باعتذاري عن التأخر في الرد على رسالتك ، بسبب ظروف تتعلق بمناسبة العيد والانشغال مع أسرة شقيقي التي جاءت من مدينة تطوان لقضاء أيام العيد معنا في المحمدية والدار البيضاء ، وأنت تعرفين أن عيد الأضحى تحلو فيه اللمة والتجمع العائلي ، ويكون مناسبة طيبة لصلة الرحم ، وتمتين روابط الود بين الأسر، تلك الروابط التي نستميت في الحفاظ على بقائها في مجتمع أخذ يعرف عدة ظواهرمتنافية مع القيم التي نشأنا عليها ، ومن أخطرها التفكك العائلي ، وسيادة الروح الفردانية ، والتهاون في أداء واجب صلة الرحم بين الإخوة أو الأصول والفروع حتى في الأعياد الدينية المباركة. أقول لك هذا لأنني أعرف أنك تشاركينني تخوفي من هذه الظواهر السلبية الخطيرة الغريبة عن مجتمعنا العربي إلى درجة تخلي الفروع عن الأصول ، وإيداعهم في دور العجزة . وقد قرأت منذ مدة مقالة لصحفية مغربية شابة ، تحدثت فيها بمرارة عن هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا وتقاليدنا ، وختمتها بتنبيه الأزواج الشباب ، بأنهم سيصيرون ذات يوم عجزة ، وسيلقون نفس المصير بيد أبنائهم.

هذا استطراد ساقني إليه حديثي الحميم إليك عن مناسبة العيد والحرص على الروابط العائلية التي نتمنى أن لا تنفصم عراها في مجتمعنا . أما كتابك الجميل " العصافير تعقد مؤتمرها " ، فأنا وزوجتي في انتظاره ، لنضمه إلى مجموعتك التي بين أيدينا. ولكن أرجو أن تأخذي راحتك ، وتبعثيه متى سمحت لك ظروفك وأعباؤك ومشاغلك.
أشكرك بحرارة على جميل اهتمامك ، وأعتز بصداقتك على المستوى الأدبي والإنساني.
ولا أنسى في الختام ، أن أنوه بجهودك الجبارة في الكتابة للأطفال ، وأعرب لك بكل صدق عن إعجابي بغزارة إنتاجك وتميزه في هذا المجال.
طاب مساؤك ، ودام تواصلنا .
أخوك : عبدالجبار


******

الصديقة العزيزة الأديبة الروائية المتألقة الأستاذة لينا كيلاني
تحية طيبة ، وبعد
بعد نشري بعض أعمالك البديعة في أدب الأطفال والشباب، أطلعت زوجتي على صور أغلفتها الجميلة. وهي كلفة بقراءة أدب الأطفال ، وقد قرأت لك كل ما بعثته لي من كتب على الإيميل ، بعد أن عملت على إخراجها على الورق :
" سندريلا " عام 2000 ( رواية الشباب ) ـ مجموعة من القصص المختارة من كتاب " الحلم والمستقبل "منها : " حكاية البنات الثلاث " ـ بين الجد واللعب " ـ " رنا البردانة " ـ " سامر والقسمة على ثلاثة " ـ زهور الثلج " وهذه من كتاب " يحكى أن " ـ " قصص قصيرة جداً " المنشورة في مجلة الموقف الأدبي سنة 2006 ، وقد جمعتها كلها في كراسة ، وهي الآن تحتفظ بها ، وكانت تقرأ بعضها على أبناء بنت أخي وأختها الصغار الذين هم بمثابة أحفاذها حين يزوروننا في البيت ويببيتون معنا. وقد أعجبت لدى رؤيتها لأغلفة الكتب وعناوينها ، وبالخصوص بالغلاف الجميل للمجموعة الموسومة بالعصافير تعقد مؤتمرها ، فطلبت مني أن أسألك إن كان بالإمكان إرسال المجوعة المذكورة عن طريق الوورد على الإيميل ، وهاناذا أبلغ الرسالة ، وما على الرسول إلا البلاغ
وفي الختام ، تقبلي تحياتي وتحيات زوجتي وإعجابها بأدبك الرفيع.
أخوك : عبدالجبار

*****

صديقي العزيز د. عبد الجبار
بكثير من المودة والتقدير أحييك
عيدك سعيد.. وكل عام وأنت وأسرتك الكريمة بألف خير
شكراً لاهتمامك والشكر أيضاً للسيدة زوجتك.. وما ذكرته لي عن جمعها لبعض من قصصي ما يسعدني.. وتحية من القلب لها
وبالمناسبة هذه القصص من كتاب (يحكى إن) معتمدة في المنهاج المدرسي للمرحلة الابتدائية في سوريا وهي تدرّس منذ أكثر من 6 سنوات

سأعمل على تصوير قصة (العصافير تعقد مؤتمرها) لأرسلها لها في أقرب فرصة
أما بالنسبة لأعمالي الجديدة لدى الهيئة السورية - وزارة الثقافة - فهي موجودة على رابط الهيئة العامة السورية للكتاب على شبكة الانترنيت لو أردت الاطلاع عليها
وكذلك الأعمال الكاملة لوالدتي ولو أنها الأعمال الناقصة لأن هناك مؤلفات أخرى لم تصدر ضمن المجموعات الثلاث الصادرة

أعتز بك صديقاً.. وبآرائك النقدية.. وفكرك النقي
لك كل تقديري
وأرجو أن نظل في تواصل
ودمت بخير
لينــــــا

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى