إسلام سلامة - في البحثِ عن حبيبةٍ تصلحُ كطبيبٍ نفسي.. شعر

أريدُ إخبارَكِ بأن من قابلتُهن بعدَكِ
كبِرن في الحياةِ
بمشاعرَ مُتضاربةٍ،
وعُقدٍ نفسيةٍ منذُ الصغرِ؛
واضحةٍ
لأُلاحظَها في لقائنا الثاني علىٰ الأكثرِ.
كما تأكدتُ أنهن سيترُكنني
ولم أحاولِ المُجازفةَ في كلِّ مرَّةٍ
لتغييرِ ذلك المصيرِ
مُزاولاً معهن جيدًا واجبي فقط
كي أتركَ بصمةً واضحةً فوق أرواحِهن
ليعلمن أن البشرَ ليسوا على حدٍّ سواءٍ
وأصابعَ اليدِ ليست واحدةً.
بعضُهن حين نهاراتٍ عاطفيةٍ
كانت كافيةً بيننا كلمةُ "أحبك"
ونحن مشتبكةٌ نظراتُنا بلا حسابٍ
أمامَ جميعِ المارةِ
ليكتشفن جَرأةَ الحبِّ على يدي
ويتخلصن من الخجلِ.
تماديتُ مع أُخرياتٍ ليلَ نهارَ
في أحاديثَ مُتواصلةٍ
ليجدن صوتي
به الكثيرُ من الشجنِ
ليسري الغناءُ كمصلٍ في أوردتِهن.
واللواتي امتدَّت علاقتهن بي
أكثرَ من سنةٍ
هيَّأتُ لهن كتفي موضِعًا
وفمي سِقايةً
وصدري ملجأً ومبكًى
وسريري جزيرةً أسطوريةً
وذراعي وِقايةً من السقوطِ.
وكانت قصائدي مُداهِنةً
لتظنَّ كلُّ واحدةٍ حين أقرؤها عليها
أنها كُتبت لأجلِها.
إحداهن أتتني مريضةً بنارِ جسدِها
وعرِفت معي كيف يُمكن لقلبٍ كبيرٍ
إشباعَ رغبتِها
دون حتىٰ أن تفُكَّ عُروةً واحدةً
فوق صدرِها.
وأخرى كانت كلَّما أغمضتْ عينيها
تؤرِّقُها خيانةٌ
وتفكِّرُ في ردِّها بالمثلِ
لكنني علَّمتُها أن للسرير حوارًا خاصًا
والمسائلَ المُعلقةِ بين امرأةٍ ورجُلِها
يحلُْها بذكاءٍ:
عُريٌ خفيفٌ،
وقُبلةٌ رَطْبةٌ،
وإضاءةٌ خافتةٌ لشمعةٍ تذوي ببطءٍ؛
قبلَ اشتباكِ جسدينِ في الفراشِ
غارقينِ في العرقِ.
والفتاةُ التي كرهتْ الزواجَ
مذ آثرَ والدُها امرأةً مُترهِّلةً
على أمِها
فقرَّرت حرمانَ من يقعُ في سِكَّتِها
أبناءَهُ
أقنعتُها التربُّصَ بعازبٍ
لا يُحبُّ البديناتِ
لتتخلصَ من عُقدةِ الأبِّ.
نجحتُ تمامًا
واخترعتُ طُرُقًا مُغايرةً في الغرامِ
تكفي لجعلِهن أكثرَ قوَّةٍ فيما بعدُ
ليبدأنَ تجرِبةً جديدةً
وبدوني.
أما أنا صدقيني
لم أجِدْ بينهن مَن أستطيعُ
التمدُّدَ علىٰ ظهري أمامَها
مُرتخِيةً أعصابي
مُعترفًا بخطاياي
لأبرأَ من مرضي بكِ.
أسألُ الآنَ نفسي مُتعجِّبًا:
كيف لفاقِدِ الشيءِ أن يُعطِيه؟!


إسلام سلامة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى