بوعلام دخيسي - مطرقة النابغة

لأني امتلأتُ
فلا تجزعي
واشربي من عيوني
ولا تبحثي في جيوبي
عن الحُجة الدامغهْ
عن بقايا الحديثِ
عن العابراتِ
يضَعْنَ على الشِّعر باقاتِهنَّ
فلا تعلمينَ
اللواتي قَطَفن الزهور لذكرى
ولا الساقياتِ الحقولَ
المقيماتِ جنْبَ القصيدةِ،
من سرَّهُنَّ الجلوسُ
وجايَلـْـنَ حَرفاً
تطرَّزَ
فجراً وعصرا..
فقلنَ..
وقلنا...
وكنا على موعد الشعرِ
إلاك أنتِ
أتيتِ بنقدٍ
ونقضٍ
وميزان "عذْل"
ومطرقة النابغهْ.
محكمهْ...
.......
ثم أدعى لأمثُل بين يديكِ
وهل في المُنى
غير ريح تهب بطرفي إليكِ
وجيء بشِعري
وفـُــتــِّــشَ
سطراً
فسطراً
لعلِّي أُدانُ بشيءٍ...
فلما استحالتْ سطوري
وأبْلـَــتْ بلاءَ الكِرامِ
أغاروا على أسطري الفارغهْ.
محكمهْ..
ما الذي كنتَ تَعني بهذا البياضِ؟
وما كل هذي المقاطعِ قبل الغناءِ..؟
ومن أنتَ..؟
قلتُ أنا...
أنْ.. أناا....
واختفى الصوتُ...
تابعتِ أنتِ
وقلتِ: أجَلْ..
إنّ"هذا مهلهِلُ عصرِهْ..
كثير الفراغِ..
كثير الكلامِ..
كثير الملاحمِ...
يَكتبُ للطهر شعراً
ولا يستحم بشعرِهْ..!"
وأجزِمُ
أني كذلك كنتُ
وأني لهذا أتيتُ
وأقسِمُ للمحكمهْ:
نعم كنتُ ذاكَ
وإنيَ أبرأ مِني
إليها
لعليَّ أُشفى لديها
وتـُــبْرِئُني من جميعِ الهوى
هاؤها اللادغهْ.
مِقصلهْ
.....
ثم مِتُّ شهيداً
لأني وُلدت شهيداً
أحب الخلودَ
ولا أستجيب لموت سريعٍ
وإن مِتُّ شَنقاً
أقـَـدِّم رُوحي
على أن أقاد إلى جثتي
لقمةً سائغهْ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى