السيد فرج الشقوير - تراتيل.. شعر

كَمِسْمَارينِ قَد قُدّا عَلَى مَهَلٍ
وَ نَامَا في ضَمِيرِ السُّهْدِ فَوَّارَانِ كَالْمُهْلِ
هُمَا الأَمْشاجُ...
تجْمِيعي... وتَمزِيقِي../ وَ تَحلِيقِي... وَ مُعتَقَلِي
هُمّا الأمشاج تمْنَحُنِي تَنَاوِيعَاً مِنَ المُقَلِ
فأبصُرُنِي عَلَى مَنْدُوحةٍ طَلَلِ
وتأخُذُني إلى باكُورَةِ الأزَلِ
وَ كُنْهَ الطِّينَةِ الأولى...
رَقِيمٌ كَانَ قبلَ شَوائِبِ الصّلْصَالِ يُغرِيني...
ويُومِضُ عندَ ذاكِرتي فأُبْصِرُنِي عَلَى عَجَلِ
أنَا الصّلصَالُ مثل البَحرِ رَغمَ الماءِ ظَمْئَانٌ...
و مُنقَعِرٌ... كَما ثُقبٍ يَعُبُّ المَاءَ...
مُشتَاقٌ لِأعرِفَنِي
أنا العُصفُورُ فوقَ مسَاربِ الأرغولِ لي دَخلٌ...
إذا نشَبتْ عِراكاتٌ...
بينَ الدّمعِ والمُقَلِ
أنا الزّنبورُ مسْئولٌ عَن الأوجَاعِ قَاطِبَةً..
وعنْ صِفصَافَةٍ زَعَقَتْ...
ورِيحُ الشّومِ تصفَعُهْا فَجَزّتْ مِنْ مَفَارِقَهَا حُزَيْمَاتٍ مِنَ الخُصَلِ
أنا اللّدّاغُ و المَلْدُوغُ.. /والشّفّافُ والمَصبوغُ مِنْ خجَلِي وَ في خَجَلِي
أنا الجاني وأنعيني إلى سَلْمَى...
وتَنعِيها مَسَاوِيكٌ رأتْ مَا حَاقَ بالرّمّانِ في فَمِهْا...
وعَانَت أنْفَهَا ظُلْمِي
أنا الغِيضَانُ والطّوفَانُ والصّيّادُ والمصطَادُ
أنا التّارِكُ و المَتْرُوكُ والمَأخوذُ منّ بَعضِي إلى بَعضِي
فَمَنْ يا رِحلَةَ الأطيانِ يَهدينِي لِأَيٍّ مِنْ تَفَاريقِي؟
فَعِندَ مَجَامِعِ البَحرَينِ يا مُوسَايَ أجْوِِبَتِي..
وَ كُنْهَ الطّينِ لوْ تَدرِي... حَقِيقَاتِي و تَلْفِيقِي!
و لكِنّي نَسِتُ الحُوتَ مدفُوعاً بِتَوقِ العَاجِلِ الأَمِلِ
و ما حَصّلْتُ أجوِبَةً عنِ المَغزَى...
و سِرّ عبَادة العِجْلِ
ولَمْ أدري... لِمَ الإنسانُ مِنْ عَجَلِ؟

.......................................
السيد فرج الشقوير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى