ميلود خيزار - حانةَ حُـزن

1
سَاقايَ بَاردَتانِ، صَوتِيَ ذابلٌ و رُوحِـيَ مُطفَأَة.
أيُّ جَبلٍ يَنـهارُ عَليَّ ، طامرًا ما بَقِيَ من جَسدِي،
حَتّـى أنّي لا أَرَى، أَبعدَ من نَجمَةِ كأسِ النَّبِيذ؟
2
مَن راني مِنكُم فِـي الحانِ فَلَيَحتَفِظْ لِنَقاءِ عَينَيهِ بِنَظْرةِ الشّفَقَة،
أنا هُنا لأنَّ صَباحًا أرْعَنَ كَسَرَ جرّة نَبيذي الوَحيدَة
تَرَى، كيفَ تَجَرّأَ و خَرجَ عَلى العالَمِ، لابِسًا رُوحَ العَزيزَة ؟
هَيّا اسْقِنِـي، و اسقني .. حتّى تَنـزاحَ عنْ صَدري
صَخرةُ الألَم.
3
يا لَكَ مِن نَادلٍ مُحتالٍ، أيّـها النّدمُ.
أَخَمرَةٌ هذه أمْ بَنـزينٌ ؟
كأنّـي أُطفِئُ نارًا بنَار.
4
قَرأتُ مُصيبَتي، فـي نَظراتِ أعدَائِي، واحدًا، واحدًا ...
حتّى أولئكَ الذين لَمْ أَختَبِـرْ قَسوَتَـهُمْ، أكادُ أَسمَعُ قَهقَهاتِـهمْ تَتعالَـى من حاناتٍ بَعيدَة
يَطوفُ بنَبيذِها نادلُ الحِقدِ.
5
صُبَّ لي و دَعْنِـي وحيدًا، فداخِلي مُزدحم بالذينَ يَجوبُونَ صَمتِـي بَحثًا عَن اسْمِها.
صُبّنِـي حَتّى استَعيدَ شفافيّةَ الاسمِ من قَبضةِ الثُّمالَة.
فَمِنْ عاداتِنا، أنْ يَحمِلُ العاشقُ اسمَ حَبيبَتهِ سِرّا
إلى فَضيحَةِ الـمَوتْ.
6
قُلْ لي، أيّـُها الصَّحوُ، كَمْ يَلزَمُنِـي أنْ أَشرَبَ
لِأُبطلَ سَكرةَ الحُبّ ؟
و قل لِعازفِ النّايِ أنْ يَصلَ رُوحِي بكُلِّ عاشقٍ مَخمورٍ
دُفِنَ عِندَ مَشارفِ الـمَقام.
دَعنِـي أدفِـنُ كلَّ سَوادي فـي وَهمِ هذا البَياض.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى