نهى الخطيب - مساءات بلا عنوان

يشربني الحنين نَخْبَ اُنتصار
عجبًا ... كيف يربح وأخسر دائما !
وفي أوج اُحتراقي
يعبُر فوق أشلائي
... أرفع الرّاية البيضاء
لشهريار بوصلتُه الغواية
وَحْدَهَا فِطْرَتي تقودني
لِأَصفعَ لوْعة حارقة تتدلّى على ضِفاف الجُرح
وبحدس أنثى تبتلعُ عُرْيَ النّوايا
أهْرَعُ لأجمل قصيدة مازالت تْدْمِنُ دفْءَ الأحلام
أَلُفُّها حول خِصْري
أرقص وأغنّي من وراء حِجاب
فَلْيَحْيا الحنين ...
لحْظَتيْن ويتحوَّلُ إلى نارٍ مُذابة في الماء
يُهَدْهِدُني بِترْنيمة حُبٍّ
كطفلةٍ ضائعة ...
وفي عينيه ألف علامة اُستفهام
ومُتعة نرجسيّة تُطْبِقُ على أنفاسي
لكنّ بُرُوقَه قد خرَّت على شفتيّ
مُسْتَنْجِدَة بهُدْنة من سراب
أراه مُتسلِّلًا إلى منفاه كعادته
في مساءات أيلول
في مُخيِّلتي
في دواتي
وفي أوراقي وأقلامي ...
يتركني وراءَه عاجزة عن كسْرِ قُيُودي ...
اتحسَّسُ قلبي المُتشظِّي
وكأنّني عائدة من بِضْعِ خطوات
حمّلتني أَوْزَارَ طريق بأكمله
منذ زمن بعيد
وأنا أتَقَمّصُ وجْه الشّعراء
أسافر من داخلي إلى خارجي
ومن خارجي إلى داخلي
في رحلات مكُّوكيّة
تَذْكِرَاتُها من ورود
وحين يَغْرَوْرِقُ الشّوق في المآقي
وأخشى أن يفضحني ضَعفي
أختبئُ وراء رأسي
بِكامِلِ زِينَتِي
لأَقْضِمَ الذّكريات وأبكي ...


نهى الخطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى