محمد عباس محمد عرابي - مكارم الأخلاق لأبي تمام الطائي (قراءة في المضمون)

تحدث الشاعر العباسي أبو تمام ( حبيب بن أوس بن الحارث)عن مكارم الأخلاق وخاصة خلق الوفاء والحياء حيث قال :
إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً
فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ
رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي
وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ
وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي
لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ
لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى
أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى
بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ
وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ
فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَيرٌ
وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ
إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي
وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ
لَئيمُ الفِعلِ مِن قَومٍ كِرامٍ
لَهُ مِن بَينِهِم أَبَداً عُواءُ
لقد اشتملت الأبيات على فكرة عامة فحواها من يتصف بالحياء والوفاء ويتجنب المخازي ورفقاء السوء يعيش سعيداً .،كما اشتملت الأبيات على عدة أفكار رئيسة هي :عاقبة مجاراةالسفهاء،وأنالحر يبتعد عن المثالب ،وأن الضيق يعقبه فرج ،الاستفادة من تجارب الأيام ، أهمية التحلي بخلق الحياء
وفي هذه الأبيات يحث أبو تمام ( )على البعد عن كل ما يشين خاصة مسايرة السفهاء أو موافقتهم على آرائهم ،فمن يسايرهم يصبح مثلهم ،
وهذا ديدن كل إنسان ذي قيم ومبادئ يربأ بنفسه عن المخازي وفعل السفاهات فهو يتسم بالخجل ،ولديه وفاء يحميه من الغدر ، وليعلم كل إنسان أن بعد الليل صبح وبعد العسر يسر:"إن مع العسر يسرا "فبعد الشدة رخاء .
ويبين أبو تمام أنه يقول هذا ليس من فراغ وإنما مما استفادهمن تجارب الأيام والسنين التي أكسبته خبرة وحنكة ،ويحث أبو تمام على التحلي بالحياء فهو يحمي من الوقوع في الأخطاء ،فالحياة لا قيمة لها دون حياء ،فالحياء يجعل الحياة سعيدة يشعر المرء فيها بالهناء ، ويشير إلى سوء عاقبة من لا يتعظ بأحداث الزمان وعظات الليالي وما في جوفها من مفاجآت.فهذه الأبيات جديرة بأن تدرس لطلاب العلم فهي تحث على التحلي بمكارم الأخلاق .
.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى