د. السهلي عويشي - مرثية منجم

أمن تذكر مناجم من فحم
صارت أطلالا من رسم
بكيت دمعا
جرى بدمي
حتى ظننت أنه ليس منصرم
هنا كان الأحبة
من عرب
ومن عجم
يبتغون رزقا كريما
وهم أولو الشيم
مصابيح من نور
على الجباه
ينحتون الحجارة
بلا كلل
حتى تشققت الأرجل
قبل الأيدي
من ورم
براني الفحم بري القلم
صرت لحما على وضم
وأنا لست بذاك العاشق
المتيم
أمضي عليلا في سقم
أمضي
وأمضي
فأعلم السم الذي في الفحم
لم أذق سوى بؤس
وكدح
في زمني
وأنا أعلم كيد الزمن
هو الفحم
من لا يعرفه
يهد الجسم
وإن كان مثل الجمل
أيامنا كانت فحما على فحم
منه المداخن انطلقت
حتى صارت مثل المآذن
نارا على علم
ترسل نورا يضيء الدنيا
وأنا أعيش في الظلم
هم أحفاد سيزيف
منذ القدم
يكلون
يتعبون
وغيرهم في النعم
بئر هنا
وهناك
مثل اليرابيع بلا أمل
حين عز العيش
وعز الصحب
وعز الفحم
وعز صاحب الكرم
يا لائمي في الفحم معذرة
لست أهواه
ولكنه الصحب
والكرم
والأهل لذي مسغبة
والمعين لذي متربة
فكان نعم السند
فقده
كان فقد الأب
حين يعز الأمل
وإن كان يهدم الأجسام
فهو المشتهى
والمبتغى
به كانت تزول كل الكرب

السهلي عويشي
06/11/2015

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى