جميلة سعدون - النسوية الماركسية وإعادة الإنتاج : مرحلة تصالح جديدة.. الحلقة الثانية

الحلقة الثانية

يعتبر شعار ’’ الشخصي، سياسي’’ شعار للخوض في تفكيك العلاقات المنظمة لدائرة إعادة الإنتاج: العمل المنزلي، الانجاب، العلاقات الحميمية ’’. شعار طرحته الحركة النسائية ،70 القرن العشرين ردا على فصل دائرتي الإنتاج وإعادة الإنتاج الذي انتهجته الحركة الماركسية، فيما قبل
انطلق التأصيل النظري للأسس المادية للهيمنة الذكورية ومفهوم إعادة الانتاج مع سيلفيا فدريسي وليز فوجيل و تتيهي بتشاريا وسينيزيا أروزا ونانسي فرايزر ..ومع نقاش موقع العمل المنزلي داخل النظام الرأسمالي وعلاقة أنشطة إعادة الإنتاج بفائض القيمة
طورت فرايزر تحليلها لمفهوم إعادة الإنتاج الاجتماعي كمجموعة أنشطة وحاجيات ضرورية، تسمح للمجتمع بإنتاج وإعادة إنتاج نفسه وتجديد السكان. من تغدية وراحة وحب وعلاقات حميمية، تلك الرابطة التي تربط الفرد بمحيطه الاجتماعي وكل الخدمات الاجتماعية وعلى رأسها الصحة والتعليم
أضافت أن هذه العلاقات لا تقتصر على أنشطة البيت، بل تشمل كل انشطة الاحياء الجماعية وعلاقات الصداقة والتواصل
في حوار لها مع’’ ألتو واتش، ALTO WATCH’’ تناولت مفهوم العمل كمفهوم أكبر من العمل المأجور وإنتاج السلع والبضائع،
عمل يشمل أنشطة النساء الغير مرئية والمجانية التي دونها لا يستمر العمل المأجور ، فالإنتاج واستخلاص الأرباح بالنسبة لها يتطلب الانجاب لتجديد اليد العاملة كما يتطلب رعايتها وضمان صحتها واستمرارها في الإنتاج ورعاية المسنين بعد استنزاف قوة عملهم
كل هذا يتم من خلال عملية المأسسة التي تقوم بها الرأسمالية بفرض التقسيم الجنسي للعمل وتكريس تبعية النساء للرجال
لم يفت فرايزر توضيح الدور الموكول للنسوية وجعل أنشطة إعادة الإنتاج أنشطة مرئية لها علاقة مباشرة بأنشطة الانتاج ، ولم يفتها أيضا الوقوف على مفهوم الطبقة العاملة الذي لم يعد بالنسبة لها تلك الطبقة المكونة من عمال المصانع بل هي الطبقة التي تتكون اليوم من العمال والعاملات بأجر أو بدون ،وتخص بالذكر عمل النساء الملونات والمهاجرات وربات البيوت اللواتي ينجزن أعمال النظافة والرعاية و التعليم والخدمات التجارية والعاملات بالقطاع الزراعي و الغير مهيكل ...وحثت في هذا السياق النسوية على توسيع هذا المفهوم
عرجت فرايزر على الفهم الضيق للصراع الطبقي وما ينتج عنه من تعارض بين النضال الطبقي و النضال النسائي كأجزاء مكونة لاشكال الصراع المفروض ان تكون شمولية ضمن شمولية النضال ،وليس في تعارض مع بعضها ،فالرأسمال اليوم يستنزف الانسان والطبيعة على حد سواء، و دون تعويض، وذلك بخلق حدائق خلفية من الموارد الطبيعية والنهب الذي يلحقها والتدمير الايكولوجي الذي يتسبب فيه الافتراس الرأسمالي وكذا استهلاك قوة العمل وخلق أوضاع من الهشاشة وعدم الاستقرار في كل وضع وحين




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى