ديوان الغائبين أحمد عبّاس الميّاح - العراق - 1952 - 1983م

أحمد بن عباس مناتي ناصح المياح. ولد في مدينة البصرة (جنوبي العراق)... تلقى علومه الابتدائية في مدرسة البصرة الابتدائية للبنين ما بين 1958 - 1964م، ثم تابع دراسته الثانوية في ثانوية العشار في البصرة وأتمها سنة 1970م، والتحق بعد ذلك بجامعة البصرة وتخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب عام 1974م.
عين مدرسًا للغة العربية في مدارس قضاء البصرة.
كان ناشطًا سياسيًا حيث جرى اعتقاله عدة مرات وكان آخرها عام 1981م حيث انتهى بإعدامه عام 1983.

الإنتاج الشعري:

- له مجموعة من القصائد مخطوطة لدى شقيقه عبدالله المياح.
شاعر ذو ملامح رومانسية جمع في تجربته بين الشعر بإطاره الخليلي/ العمودي وشعر التفعيلة، وفي كليهما ينبئ عن شاعر موهوب لم يمهله العمر لإنضاج تجربته الشعرية التي تظللها أمشاج الحزن ونفس ثوري واضح.

مصادر الدراسة:

1 - عبدالرزاق حسين: «مقدمة لدراسة الحركة الأدبية في البصرة» مطبعة حداد - البصرة 1974م.
2 - لقاء أجراه الباحث صباح المرزوك مع عبدالله المياح، شقيق المترجم له في مدينة السماوة - 2007.

رسالة غضب

أتتك عبرَ جدار الصمت أشعاري
خضراءَ تكشف ما تُخفيه أغواري
سكبتُ فيها رؤايَ الراقصاتِ على
مسارح الخصب في أحضان آذار
ورحتُ أنسج من عينيك قافيةً
ومن خطاك تلاحينًا لأوتاري
وجئتُ بالرئة الظمأى مشوّقةً
لترتوي من عطايا جودك الجاري
فمزِّقي المهج السمراء واعتصري
دمَ القلوب وقُصّي كفَّ جَزّار
فإن قلبك إن جاشت سرائرُه
يعانق الحرب تيّارًا بتيّار

***

باب الجزيرة

نزح الليلُ مع الأغربةِ السّودِ
ومسَّ النور هُدْبَ المئذنه
إنه ينفتح الآن
على كل الأزقّه
يستفيق الفتح في باب الجزيرهْ
وشيوخُ الباديه
يلجون القبةَ الخضراءَ
أفواجًا غزيرهْ
يسقطون الغزوَ
يغتالون أشباح الظعينه
ومن المنبع للوادي
يسيلون خفافا

***

مرثية التراب

عيونُ دُجُنَّةٍ سوداءَ تشربني
تُذرّيني
غبارًا يملأ الطرقات
ملء خطايَ
عَبْرَ مرافئ الأحزانِ
أصرخُ يا أحبائي
أتيت إلى مدائنكم
دخلت مدينة الأشباحِ
وا ألما
أدوس جماجمَ الموتى
أفتش عن جدار أبي الذي انهدما
فوا أبتاهُ
يا طيفًا عشقناهُ
أتينا قبرك الظمآن نسقيهِ
وما زالت
خطانا تعبر التاريخَ
ترقد في عيون الرملِ
تمضغ كلَّ ما حصدت عيونُ الرمل من غضبِ
سحائبنا تزور جزيرةَ العربِ




أحمد عبّاس الميّاح.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى