علي نوير - الشاعر بعكّازَين

الى روح السياب الكبير في ذكرى رحيله


عذراً أبانا بدر
لم نقرأ وصيّتك الأخيرةَ بوضوح *
تلك التي أعاد كتابتها حفّارو القبور
بخطٍّ رديء
على شاهدة قبرك ، هنا ، في جنوب البلاد
البلاد التي كنتَ تخشى عليها
أن تنفرطَ ذات ليل
من بين الأصابع كحبّةِ رمل .
.
أبانا
لو قُدِّرَ لك أن تعود إلينا
في حياةٍ أخرى
عليك أن تأتي خَفيفاً
مثلَ طائرٍ مُهاجر
كي يسهلَ على جَناحَيك الإرتدادَ عالياً
مع كلّ انفجارٍ جديدٍ ،
أو رصاصةٍ طائشة .
.
الطريق الى جَيكور
لم تعد ممتعة ً ،
أو مأمونة َ العواقب
لشاعرٍ بعكّازَين .
.
نَم قريرَ العين
لقد زرعنا حول قبركَ البسيط
سياجاً قصيراً من الورد
وآخرَ طوييييييييلاً من الأشواك
كي لا يهتدي إليك المُخبرون ،
والذبّاحون ،
وحاملو الأوسمةِ والرايات .
.
.
علي نوير


________________________
* إشارة الى قصيدة الراحل السياب ( من وصيّة مُحتضر ) في ٢/١/ ١٩٦٣ :
" أبناءَ شعبي في قراه وفي مدائنه الحبيبه
لا تكفروا نِعَمَ العراق
خير البلاد سكنتموها بين خضراءٍ وماء
الشمس نور الله ، تغمرها بصيفٍ أو شتاء
لا تبتغوا عنها سواها
هيَ جنّة فحذارِ من إفعى تدبُّ على ثراها "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى