كتاب كامل صلاح عبد العزيز - أكتب برداءة تناسب الطقس.. (ديوان شعر)

أكتب برداءة تناسب الطقس
صلاح عبد العزيز
🇪🇬
🇪🇬
🇪🇬

الزقازيق
نوفمبر 2021 / فبراير 2022
..
..
..
لم أربى طاووسا من قبل ولا اخترعت اسما لكلب ولا مرت على ذكريات أسوأ من وجه سنة تمر من ثقب الريح . حيث أيامى الأولى بخيوط كرائحة الزرنيخ دون أثر تنثل خيطا خيطا فى يد مجرمى الحرب . بلون قوس قزح حاولت أن أنسج من الساعات مريولا عندما هاجمنى طائر بانفراط قسوته تكسرت فى حلمى أقلامى الملونة . وأمى تصعد للسماء ، زارتنى معلمة الفصل ، تصعد السماء إليها وتصرخ : هذا طفل صغير . لا انحنت السماء ولا انحنت أمى كما منقار فى عينك أو مخلب كلب ميت واختفت معلمة الفصل . وهو على غير توقع جاء حانيا باشا طبطب على جبينى دون ان تمسنى الحمى وغادر .
آه ايها الشعر
لماذا
اصطفيتنى
استلقيت فى وحدتى كخيمة حزن لروح لا تصعد ولا جسد يهدأ ألقى محبته ونام . وكما هو الأرق يخلع عينيك من النوم ظللت ساهرا فيمن بقى من عمرى لأعرف ما يُحزن وما لا يُحزن من ردئ القول والفعل . فى كلام النسوة عن ليلة الدم واكتمال القمر فى تفاصيل ملفقة عن دخول الدنيا واكتمال اللذة بالفعل الجميل . الضائعون فى متاهات المدن القديمة والشوارع ببواباتها المغلقة فى وجه من أضناه الشعر بليلاته وجرت مياه كثيرة فى نهر حياته ولم يرتو . سنابك خيول القصيدة أخضعتنى للتجارب قل ما يمكن ان يكون ملحا على جرح يسيل :
هذه الشمس المنطفئة لا تدرى
كيف تسير بدون أن ترى
كل أحزانك من وراء معدن الصبر
هل ثقبنا المجرة بنفس الليونة
أم
ولجنا آخر طرق الموت
ما يمر من خلال حائط
يمر من خلال مصفاة
نحن مررنا سابقا إلى أن تعبت الروح
فاستقر الجسد على جرح
كمن يعشق الالم
وها انت كلك ألم
آه
ايها
الشعر
أنت كنز مرصود من حدائق الحرائق تُحولنا لجمر ، حريق هائل من وقفة على طلل بكل اليتم ، أخو الذئاب وجليس السعلاة ومقرى الوحش والنثر المؤبد وغالبا كل تلك الهواجس لم تكن لى ، كانت لك وأنا جسدك المراوغ .
..
..
.. أن تذهب فى رحلة فى حدود يومين فى الذهاب ويومين فى العودة ربما تستطيع أن ترى من خلال النافذة عمرك الهارب من ومضات سعيدة لعام قديم أنا أقول ذلك وأكذب ..
.
تلك أشجار البوانسيانا تستعد للإزهار تأخذ منحنى النهر بيديها.. معك يكون ممتعا أن نحفظ سرنا الصغير ، كما أن سماء تدخل أفقك المكون من الحصى وتحيله مطرا رخوا ..
.
أعرف أنه لا أحد فى الطريق يغفر جرأتى فى المشى الخفيف ، على الرغم من المسافة القصيرة تلك تكون تلك المسافة أقصى ما تستطيعه من سير ، إذ تتوقف حياتك الآن وأنت تحلم ، بأن رحلة الأيام المتبقية تمت ..
.
فى سالف أيامى تكَون لون السماء وخفق كقلب ذائب ذلك الحنو كان بديعا لكنما الأشياء كانت بلون واحد ، إلى أن مسكت بيدى جيرا أبيض ولونت أفقى فكان سيدا للون ومنه انبثق قوس عبر منشور عمرى وحسابات لم تكن لى فحزنت ولم أفرح ..
.
طالما يدى لم تكن معى لا فرح لى ، كنت مشغولا بكيفية تدرج اللون وعلى ريشة عينى كان يستفيض نهارا ويتقلص ليلا فكان اللون الأسود سيدا آخر ولم يكن لى شأن به ..
.
تهت بين الألوان وظللت هكذا إلى أن مر العمر كاملا فاقتصرت على تلك الرحلة بقية أيامى وإن لم تكن كافية لأعرف طريق العودة لكنها كانت طريقا نهائيا لا شأن له بى ..
.
فى العودة أحيانا تعترضنى ذئاب تخرج من كهف لا أدرى هل رسمتها يدى بلونها الرمادى فى غمرة علاقة منتهية التفاصيل حيث التقيت بها لحظة المفارقة لا شك أن تلك الذئاب صنع يديها وهى سيدة البوانسيانا ولا شك أننى مازلت لقلبها قريب ..
.
أعطتنى إغفاءة الأفعى ومخلب النسر وعين ابن آوى من يحدق فى الظلام يرى كم كنا عرايا فى البهجة كم كنا واحدا منفصلا على ضفة النهر الوحيد ، واحد انقسم وتكاثر حتى غاب عن غير وعى ، بتلاشى النهر لم يبق غير ممشى البوانسيانا العجوز ..
.
..
..
صانع سياج ماهر
تتخطى الحدود القابلة للتخطى
ما يتيح أحيانا
خداع النظر
إذ أن كل الأسيجة من صنع ٱخرين
.
تمهل
أغصان الشجر يمكن أن تخضر
عند استبدال ما تراه لائقا
طالما أنت راغب
خذنى إليك
وإذا وجدت غصنا
علمنى كيف أصنع غمامة
كيف أرى الندى على أوراق
نباتات
تستحم كل صباح
فتجعل جسدى رائقا ومندفعا
.
وفى امتلاء غرفتك بشجر ورق الحائط
اجعلنى على خزائنك
كرجل غيمات مستحيلة
ولنصنع مطرا
.
قبل الدخول للمدن الموصدة
سأجلس كقاتل ذباب محترف
وسط الأجمة
كحماية لازمة
من الفقر
.
التكهنات غالبا ما تنتهى بأزمة
فيصير الصوت لونا
واللون شعرا
والشعر وطنا
والوطن مشنقة
لرجل لا يجيد السمع
.
ستجد مشنقة ثانية
تستقبل جثة طازجة
حولها رجال فرحون
ونساء فرحات
تسأل
ما بعد المشنقة الاولى
إلى أن تصل
.
كم من فزع يغرس
نابه فى تلك الجثث التى تشبهنى
.
أحدثك
يا شجرة الميلاد
عن حقيبة قماش
خيطها ينسل خيطا خيطا
عن جذورى الواصلة
بجذورك
عن فصل دراسى
فى عامى الاول
عن صاحبة أمى كمُصلحة للحقائب
هكذا سميتها
عن
معلمة لم تكن لتبوح باسمها
كحمل ثقيل
وعن حياتى
أمى لم يعرف الجيران
اسمها أيضا
وهكذا ورثت إبرة وخيطا
وعملت مُصلحا للحقائب
..
..
كلنا وحيد
كلنا يعيش وحدته بطرق شتى
لا نتألم فقط
بل ونتداعى
فى صمت يشبه الضجيج
.
لن تقبل وحدتى وحدتك
إذ كيف تلتقيا
لو حدث ذلك
أظن أن حريقا هائلا فى المجرة
.
أن تفسد ما تصنع
عادى
وأن ترى أشخاصا
من روايات شتى
عادى
وأن تحاور الموتى
عادى
هناك دائما آخرين يشغلونك
عن التدخين
وهذا ليس عاديا
.
خذ كأسك وامض
وسآخذ كأسى
وأمضى
وإلى أن نلتقى علينا أن نلبس ما يظنونه ملابس
وما يظنونه من تجمل
الظن بتلك الأشياء يجعلنا مدركين
أن الموتى أحيانا يدركون
أننا موتى أيضا
ويحتضنوننا
.
لا وحدة يا عزيزتى
عندما أتذكر
طعم الرحيل فى حلم
أو
طعم الهواء بمفترق
بين الموت والحياة
وإذا انقطع خيط العمر
لحظة ذلك
يعنى أن فى الإمكان أن أرى يوما آخر
دون تعب
ودون أى إحساس بالذنوب
وهى آتية من شقة الجيران
أو
شارع مررت به دون أن
أجرح صديقا
بالسلام
.
فى اللحظة العابرة تلك
يتكون ما نسميه
علاقة
أو
ولوجا
أو
ما يجعل الشعراء
يحذرونه
ثم يقعون فيه وهو الحب
ربما
على صواب من يحدّث الشجر
ولا يلتفت
.
لا ذنب جميل
ولا ذنب قبيح
كل الذنوب سواسية
تجعلنا منهكين
فى حرب أبشع ما فيها النهاية
عندما نفارق السرير
وأظل أسيرا ، لما فعلنا ما فعلنا ؟!
ثم أدركنا أخيرا لذة
وجود منتصر ومهزوم
.
لو تقابلنا قبل ذلك
لكانت الحياة أسوأ
كما بعد ذلك
أن تضفى شعورك على الجمادات
لأمر مخز تماما
يلزمك أحيانا أن تخلع شجرة
وتسير فى ظلها
إلى أن تجف
..
..
كرجل كل أحزانه تشغله
حتى أنه لا يحزن كثيرا
لديه أفراح بعيدة
لديه غمامات أينما سار
لديه طرق كثيرة للموت
.
ومع ذلك
لا ضيف لديه ولا كوب آخر
يفعل كما يفعل سكير فى حميمية
مع قصيدة نثر
حتى أن صوت التقاء كأسين
عندما يحضر
يفيض كسماء مفتوحة بمطر
.
هناك كيانات تخرج عن النص
لن تردك خائبا بأى حال
ربما تثمر بكفك
فتقع تفاحة
ولا تنتبه
لتلك الجاذبية
..
..
الكذب أحيانا ذو فائدة
فهو يرجئ الموت عندما نرغب فيه
وقبل ذلك حين أخبرنى
ولجت الموت داخله
فزعت من رحيل الأصدقاء والأقارب
حتى الذين لا تعرفهم عندما يمضون
تبكى
وسط الجنازة تقف كرهينة
يحملك الموتى الأحياء
سعائف نخل
كمن يفقد معالم الجغرافيا ،
حيث كثيرون
ولا أحد يعود ..
مثل قارئ كف
أخبرنى الساعة واليوم والسنة
خطوطه تعرج فى طريق
لا جواب
ميت يسأل ميتا
حتى النبرة فى صمتها
تسبق
بلا اتجاه
.
ربما وأنت تدخل من مشفى إلى مشفى
يراودك الشعور بسلامة العالم
ذلك أن كم الجثث التى خرجت فى ثلاثة أيام
تكفى لصنع أفراح فى الجانب الآخر
حيث الملائكة تنظر فى كتابك
وما تحمله من ذكريات
تتوعد أقاربك بالانتظار
..
..
الناس الطيبون لا يصنعون رواية جيدة ..
الناس الطيبون يسقطون فى المواجهات ..
ولأنهم طيبون
لا وجود لهم إطلاقا ..،
تود أن تشير إلى ذلك المبنى
لا بد أن ارواحنا كانت هنا
ذلك أن مغادرة الجسد ممكن
وأظن ممكنا أيضا أن لا ندرك هويتنا ،. الغرباء دائما يفقدون التواصل بينهم وبين الآخرين يصبح المعنى كأن لم يكن ..
اللغة الغريبة لكائن غريب تفعل أكثر من ذلك
كأنك
تحمل سكينا لزهرة
وتتركها تقطر دما
وعندما تفارق الحياة
تفرح
تحمل زهرة لسكينك
كمكافأة غير ذات قيمة
ربما فى حديث بينك وبين سكين
الأفضل حديث دم واستشهاد
وحق الآخر فى اللاوجود
السكاكين دائما تحب الدماء
تحب القطع
تحب فصل اللحم عن العظام
السكاكين لا تحب غير من ينفى غيره
إلى أن يظل وحيدا
بعد صنع السكاكين
انتهى دور التراجيديات فى صنع البكاء
وأنت بين المبنى والمعنى
غير قادر على اتخاذ القرار
..
..
.. أحتاج مفهوما جديدا لتعريف أشياء قضيت عمرا بكامله أجهل ماهيتها ، أنا غيرى الآن ، كأى شخص عاد للتو من أيامه الأولى إلى أيام لا تمضى مطلقا ،. تظل ثابتة بزواياها الثلاثمائة والستين وكلما تجاوزت خطوة أحتاج مفهوما جديدا ....
غير أن فى بعض الأحيان أرتطم بزجاج نافذة كطائر ضل طريقه فى هواء سيطرته لا تُحد .. السطوة أحيانا فى فراغ كهذا تفقدنا لحظات الوعى ليس لعدة أزمنة كما الآن .. غابت أحذية الجنود واللصوص تحت عظامى وأضحت آذانى تشبه وطواطا وحيدا ،. دُفنت فى الجليد ومشت اقدام على وجهى ....
تعرفت على كثير من التناقضات باقتفاء ما ليس موجودا فى مغادرة عينى وبين بين .. حيث لا يسار ولا يمين ولا تحت ولا فوق .. المابين جحيم نشغله بانفلاتنا لهاوية الوسط كموجة بحر علقت فى سماء يمكن أن تُحدث العكس كمن يجهل ماضيه ويتحدث مع نفسه بتعريف الأشياء التى كان يعرفها كما تفسده أشعار الآخرين ....
الروشتة الطبية فى التقارير الأخيرة لتاريخه المرضى لم تكن كافية .. الليلة الكومندان متوعك وغير قادر على سماع حفيف الموتى ونواح من ليس له اسم وممنوع التحدث عنه .. لا تراعى إذا رأيتنا هنا على ذلك الجدار الجليدى جثثا تنتظر المعانقة .. أجدك لنصف يوم فى سريرى ، مرة كل عام ، كمومياء تخرج من فتحات الجسد كقيح دام ....
تلك الجيف على جسدى تجعل أوردة من الخيزران أنابيبا فى القلب وتحت ماء النهر وفوق جبل السحاب مصاصات دماء علقت فى ذاكرة تحفل بأشباح فى رسوم وجهى وخطوط يدى وانحناءات سلاميات الأصابع نحو مجهول أشار بغتة وهرب فى دخان الحرب .. كأنى على سرج حصان عظمى يوشك على الجرى وحافرية فى كبدى .. قلت لك : النهار المولى لن يعود حتى نغادر الغابة وتغادرنا كمن ليس من هنا يا سيدتى فلم لا أنهى طعامى مع الغدفان ....
ما الفرح ؟!....
لا تظن . بل مؤكد . ملهاة غيرك مأساة لك أن تقيم بثلاجة ، دفء السيف متاح والتوحد مع أخوة ليسوا أخوة وسط ملامحهم المخبأة قاتل ، زان ، أو آكلى موتى .. فى عزلة سيدة المنافى أنت جون سنو * ؟! أنت من كوكب آخر ....
..
هامش :
* جون سنو .. بطل ملحمة جورج مارتن أغنية الجليد والنار .
..
..
//..// .. منذ زمن بعيد سمعت صوت شاعر : فى بلادى لا ينجو أحد من السرطان أو من صداقات خاسرة ،. من يسكنون قمة الألم دون ذنب محدد .. // ..// فى ممر البوانسيانا العجوز //.. أمام حراس خاملون أحدهم فى منحدر النهر بيده سيجارة منطفأة يبصق ويعود ..// .. أهم كثيرا فى ممر البوانسيانا العجوز الحرص على بندقية تالفة من تحرك سيارة مشبوهة ،.. فى ممر البوانسيانا العجوز مثل جنزير يكبل الرصيف كنتُ وليس لى من انتباههم نصيب فيما تدلف قطة بين قدمى فى ممر البوانسيانا العجوز // .. // أتلصص على امرأة تشبه ملاكا بجناحين وهى خارجة من بوابة عتيقة فى ممر البوانسيانا العجوز ترى أصابعى البعيدة ألوانا زاهية فى الداخل وبسمة رضا ،،،،، كل ما أراه حقيقي فى ممر البوانسيانا العجوز //.. أسمع المرأة .. وأرى الشاعر .. فى ممر البوانسيانا العجوز ،//.. كان يقول : للقمر الساقط على يديك عدة فوائد لأصابعك عدة أقمار ،،،، فوانيس من قوس قزح فى ممر البوانسيانا العجوز
لوجهك مصابيح النيون وأضواء السيارات
لشمسك دوام الليل والنهار وجريان النهر
لمزارع الحنطة فى صدرك اتساع
لبحرك الأبيض وزبد موجه
لعينيك نشيد الانشاد فى ممر البوانسيانا العجوز
لن اخرج من عهدك القديم
إلى غير عهدك // .. فى ممر البوانسيانا العجوز ليس هنا عبد سواى // ..
// منذ زمن بعيد كانت تدلف قطة بين قدمى كنت أحسب حبيبتى فى صورتها النقية كما أراها فى المعبد الفرعونى المجاور لبيتى ، تماما كما فى ممر البوانسيانا العجوز // .. .. // تقول المرأة : كما أسعدتنى حتما سأسعدك لن أصحب ثمارى المتدلية وأنا خارجة إليك ومع ذلك عليك - وحدك - أن تتحمل خطاياك مثل سفينة تحمل البشر الفارين من الطوفان فى ممر البوانسيانا العجوز تشربك الجغرافيا - حيث ولدت - كى تتحمل العالم ..
وكما سمعت فى ممر البوانسيانا العجوز : ماذا أفعل وأنا فارغ حتى من عدمى بعدما وزعتُنى على ست قارات //.. والعضو الأخير منى ما يزال فى مدينة تشبه القلاع القديمة // .. تشبه ممر البوانسيانا العجوز //.. .. // محزن جدا قليل من الحياة فى كوب ماء يشبه منحدر النهر
تعال نحو هذا الجرف
نسقط معا .. كما فى ممر البوانسيانا العجوز //..
وها هى امرأة من زبد البحر .. وخلاخيل المساء - منذ قليل أيها الحارس - على بوابتك العتيقة لا تنتظر أنها آتية وفى اقترابها حنِّية الريح لخطايا حبك الأبدى حبك للمرافئ وجنون النوارس وصياح الديكة .. كما كان يحدث فى ممر البوانسيانا العجوز //.. تتهاوى أمام شاعرها كل ما تستطيع فعله .. فى ركوب حصان مجنح من ممر البوانسيانا العجوز إلى منحدر النهر .. نام الخاملون وأنت مجرد ذكرى هاربة .. // فى ممر البوانسيانا العجوز // ..
.. //..
..
..
لا تحمل هما يا عزيزى
فالأيام تمضى بتلقائية غريبة تجعلك تشعر
أنك لن تعيش الغد
ذلك أنك فى غالب الوقت
تعيد إنتاج ما أنتج
وسابق لأوان الكشف أن نكتشف ذلك
حتى يكون الموت على بابنا
يطلب الدخول فنسمح له فنغادر
فى الغالب
تلك خدعة اذ أنت مُراقَب من بعيد
بعضنا يشعر بذلك
كأن يشم رائحة ما
تنحت فى ذاكرته ..
كأن ليس زمنا نفارقه لزمن آخر
نسبية الأشياء يمكن أن تكون هكذا
اختيارك فى غالب الأحوال مهمَل
وغير دقيق
وتصوراتك دائما ما تكون خائبة
ما يربك حياتك بالكامل
عبثية المعرفة لا تنفع
الذكريات أيضا هكذا
كشخص أكثر غباء مما مضى ..
تشم رائحتها من خلال حاسة شم معطلة
غالبا
مجرد ثقبين يجملان وجهك
مع عينين يمكن استبدالهما
بآلة رؤية ليلية
مع ذلك ليست تلك مشكلتك قط ..
الجهل بما هو كائن
لا يتيح المعرفة بما سيكون
لو أنك عرفت ما يثير الريبة تجاهها
ما عرفت أنها ليست لك
بحال من الأحوال
إنها هى من يثير العواصف بين البشر
الفتن أحيانا تكون بمثابة حجر
فى نهر حياتك
يمكن أن يحرك ماءك الراكد
تكتسب خبرة السقوط
ككل المهمشين
والمهشمين
والذين لا يريدون حياة باهظة
بين يديها
ومع ذلك نظرتها أفضل
كخاسر يعرف أن الثمن
يجب أن يدفعه المغامرون ..
ثمن النسيان فادح
لمن يملك موهبة الفرار
إذ لا فرار من النفس
وكما أحببتها هى أيضا أحبتك
بطريقة مضحكة
حتى أن البكاء نفسه
له صدى الأيام والسنوات المضحكة
غالبا الأسى يفعل ذلك
أنت تضحك وهم يضحكون
ونظل هكذا كنكتة سمجة لثورة مباركة
حققنا بها أحسن المبيعات
لا تراعى إذا قلت أننى أحبك
وأحتاج إلى ثورة أخرى على نفس النمط ..
..
..
" ميلاد مجيد
وعام سعيد
ِمتوج بالصحة والسلام وراحة البال.. " *
تلك كلمات جيدة
لكننى لست بصحة جيدة
ولا أنعم بالسلام
ولا عندى راحة بال
.
بقى على العام الجديد
ثلاثة أيام ويأتى
إنه كبقية الأعوام الكئيبة
حيث المهانات إذا تكلمت حتى مع جدار
حيث تظل غريبا حتى فى بيتك
حيث تمر الأيام متشابهة فى الجوع والخوف
والفقر
.
عليك أن تبتسم
إلى من يقسو عليك
ليظل الليل هو الليل
يظل الحزن هو الحزن
فى العام الجديد ..
.
أن تعيش بلا صاحب ، ولا صاحبة
منتهيا بواقع افتراضى
حيث تلبس النسوة قناع الرجال
ويلبس الرجال قناع النسوة
وهما كأحجار صماء
حين تتحدث إليهم
أو
إليهن
.
بقى ثلاثة أيام على الأحزان القديمة
ولا رحيل
وستأتى أحزان أخرى تفعل ذلك
لتضيف كآبة على كآبتى
كحبل مشنقة إلى حبل مشنقة أخرى
لا أجد غير الأحجار
تدعى أنها ناس
عرض السموات والأرض بينهم
وبين إنسانيتهم
.
ضربت لك موعدا فى ساحة الأرز
تعالى إلى الماء
تحته الحياة تعالى
تعالى لنغرق فى العالم السفلى
يا ضاحكة الوجه
يا أمارة بالخير
سأنام على أريكة فى الحديقة
ضربت لك موعدا فى ساحة الأرز
فى المرفأ المتفجر فوق الحطام
أنا أيضا على خزان وقود يحترق
.
ولو أنَّا ذات مساء خالفنا القاعدة
لاستمتعنا كثيرا
لكننا نحتفظ بالأروع
يعترضنا مشهد كل من فيه
يلقون التحايا دون أن نعرفهم
ويعرفوننا
أرجأنا مشكلات كثيرة لا تُحل
الأرجح أنها لا تهمنا
كهزائم متتالية
لكنها جميلة
مثل أى شاعر
يمكن أن تخرج مثل الشهاب
أو
تظهر كما البرق
.
فى مكان آخر
كل رعاة التدمير
يحتفلون بالعام الجديد
.
.
..
..
قلبك
ليس ممزقا بعَضَّة ذئب
تسير بينهم
وهم بلا أدنى شك
سيقتلونك
مثل قميص بدم كذب
*
إمرأة ألقت بنفسها فى النار
رجل يحاول انقاذها
طفت المرأة
وانمحى الرجل
بعد عدة سنوات
خرج الرجل
أقل دفئا
كان حزينا
يائسا
هشا
وخائفا
*
ماذا ترى بعينها المنحرفة
أظن أنها ترى أشياء
ليست من عالمنا
ليس لها شبيه فى العوالم الأخرى
أظن أنها لا ترانا
ونحن نبكى
أظن
*
لعدة أسباب تدور الارض
لعدة أسباب يظل الحجر حجرا
لكننا ولعدة أسباب
نرى غير ذلك
نرى أرضا لا تدور
وحجرا ينصت إلينا
على مدار عمر بكامله
فى مركز الدائرة
*
قتلت الكثيرين
لكننى
لم أقتل طفلا قط
قتلت أحلاما زائفة
قتلت أوهاما لا تصلح لواقع
قتلت الصفات الرديئة فى لوحة النفس المغبشة
لم أقتل الطفل فىّ
الذى ما إن نظر إلى العالم
حتى رفض أن يكبر
ويصير مثلكم
*
كالماتادور
أمسكت الزمن من قرنيه
قلت ها أنا أمامك
وغرست سهمى فى قلبه
لكن قرنيه كانا فى صدرى
نزفت كثيرا
على وجهه
لم يكن لون دمى أحمر
وعندما أستعيد تلك الذكرى أندم كثيرا
وأنا أتحسس صدرى كل يوم
*
غاب عنى الشئ الوحيد
الفاصل بينى وبين الجنون
ذات شتاء يمر كل يوم من أمام بابى
رغم أنى غافلته وأنجبت طفلين
طفلان رائعان
فاصلان
..
..
.. وكمن يعشق الزوال قبل البدء كان الزمن يفتت الجسد ويبلى الروح ومع ذلك قاومنا لعبة النسيان ، رفضنا منحة الاله ، تعذبنا كثيرا بالذكريات المارة حولنا ، فى وجوه العابرين نلحظ ابتسامات مفرطة القسوة .. لم نكن هكذا إنما الابتلاءات هى ما يجبرنا على صنع بهجة زائفة .. كل ما علينا فعله الآن ، أن نمضى إلى زوالنا مجبرين بابتسامة باهتة أن نتلاشى بلا أنين ..
غير أن الصعود على درج متعبٌ ، كيف يتأتى لك ثنى ركبتين هزيلتين تحملك بالكاد .. كل هذا الحب للحياة لا يمنحنا غير الهزيمة أمام الموت ، وبتلك النظرة نتصالح ، نتقبل انفراط أصابعنا فلا نشير إلى من هو أكثر قسوة منه ..
الزوال
نحن ننتظر الزوال
نحبه قبل بدء العلاقة ، كأن نحشو دمية بقطن أقل دفء ممكن إذا برد الجسد وأيقنت الروح بالمفارقة .. بعضنا يستسيغ ذلك غير أن ما يعنينا أن نقبض على ذكرى دافئة ترجئه قليلا ،
أى هذا الشعر
تلك حقيقة نكذب حيالها ، أنت لم تحزن قط ، تفرح بتلك الحرائق كمدفأة لغير كاتب النص .. أظل فى برودة الزوال منتظرا الزوال وها هو / أنت فى آخر الدرج ..
..
..
.. ليتنى كنت قارئا فقط يحتل الخيال منى مساحة واسعة دون أن أصنعه أو يصنعه كاتب ردئ .. أتقيأ أحيانا حكايات فأثير الغثيان .. عليك وحدك بتلك المناسبة أن تغفر لى فأنا لست قارئا فقط أنا أيضا أكتب برداءة تناسب الطقس والأشخاص المخنثين ، لم أكن أعرف أن أحدهم هكذا .. هو س . إ . م . تلك حروف اسمه الاولى .. الغثيان لم يكن ليأت غير أن قوادا وقوادات قدمونى للجحيم لم أكن أعرف أن الجحيم مغلف هكذا بنساء سحاقيات أفضل ما فيهم أن تلمسهن دون الفعل تلمسهن فقط ثم تنتحر ..
لم أكن لألزم المخنثين ..
ألقيت مالى على بابهم ونطفة تشع فى حزنى مراسم العزاء حتى وصلت النهر .. ألقيت نفسى دون أن أغرق أو أطفو . ألقيت أيضا مودتى وطعنت قلبى .. ظل النهر أحمرا طوال عمرى ومع ذلك لا يحق لى أن أغضب ، فالدنيا مليئة بمن تنام ليلة معك وتظل تدفع عمرك كله دون أن تنال الرضا .. جاءنى قوادها دفعت دون أن يحصل المراد .. فى المدينة الزانية متحف به أغراضى وأوجهى المنمقة وعملتى الصغيرة والهدايا دون جثتى ، مزقها اللصوص تحت شباكها فى يناير البارد .. أظن أننى لم أغادر المدينة ولم أغادر شارع الزنا بل أصبحت حجر عثرة فى الطريق .. وعندما تمر أنظر نطفتى على ثيابها براقة كشمس .. بعتلة زُحزحتُ جانبا ، ونالنى الإهمال ..
..
..
أنظر لتلك السماوات المظلمة
،. وعلى الجانب الآخر أفكر
كيف لتلك الأرداف أن تختبئ ،
فى الظلام فى بيت قوادة
تدرج فى لفافة وحين اكتملت
كنت فى عراء كهولتى
أنتظر
.
لا امرأة تدفئك فى منزل حوائطه الرياح ،
وأنت فى اتجاه الريح ،.
طائر بلا ريش تحت وهجها البارد
ربما يكون بشعا
لكنما العالم أكثر بشاعة ،.
وأيضا كل الشهور يناير
.
تعبت من لفافات الصبية وبقاياها على وجهى
تعبت من اتكاء نسوة فى ظهيرة لا ود لها
تعبت من أعمدة مطفأة وتبول السكارى
تعبت من الغناء يا شارع الزنا
سأذهب حيث تذهب
فمن يحمل السيف ليس كمن يحمل بلطة
وكلاهما موت رحيم
.
برودة الناس قاسية وأنت تولج فى الغياب ،
حاليا يركض البط البرى مع أوز الماء ،.
وعصافير فى غنائها بحة حزن
الربيع المورق على الابواب
طالما فى بيتها تعجن الخبز
نوارة الحقل وحبيبة السيسبان
..
..
.. وعلى ذلك
ليس كما ينبغى
وأنت تعيش فى المنفى
لو توهمت أن الأرض هى من تحملنا
سنكتشف أننا لا شئ
نحن نحمل ما يكفى من أنهار الشجن
كما لو أضفنا البعيد من مستحيلات الحياة
إنها الوهم فى كهولة العمر
والمتدفقة بالنور عبر النوم .. علمتنى الخطو فوق الماء ونفث النيران واللعب بالهواء .. أيضا كان سحرها الخاص .. اخترت نهاية أثيمة أن أموت مرغما خير من أن أعيش مرغما ..
وكلب حى ليس أفضل من أسد ميت
ترى فى اتكائها
تقول لصويحباتها :
الحقول تفعل ما بوسعها لإبقاء سر البركة طى الكتمان ..
من حولن الرمل إلى ذهب والجبال إلى سحاب والنوم إلى حلم لا ينتهى .. يدركن سر الطين والخلق ومكنون الأسماء وسعادة الكواكب تلك السيارات المارة فى النفس .. أظن أنها جاءت من كتاب السموات مرصعة بالألم
كما هو مكتوب على وجه صخرة
.. لا شأن لمن دمره الغزاة .. فيما صويحباتها يستعجلنها حتى توارت مع الشمس ..
..
..
وفيما بعد :
هل ترانى أنا الماشى فى ظلها كالوهج ما إن يجف حتى ينال من قدميها أثرها المعتاد فى طريقها إليه .. أخطو مع خطوها ، ما تعتاده النفس فيما ترى جسدين يتواثبان يظل الإثم مرضيا عنه وغير مزعج أن ينالا من المتعة ما لم تناله ، ذلك ما يزيل وحشتك .. ويجعلك أكثر رفعة وتسامحا مع من يطأها الجميع إلا أنت .. لا تنطفئ كن متوهجا على الدوام ، وتظل تنظر إلى أن تتلاشى رغبتك بانسلالك بينهما ..
ضع أجرها المعتاد هى ستأخذه وستعرف كم من الوقت تبقى ،
على أثرها فى الرمال
على أثرها فى الزمن
على أثرها كلما خطت خارج البيت ، وإليك كان اتجاهها
أنت ترى
وهى ترى
وهم لم يكن لهم وجود غير أن الذكريات أيضا تمنحهم حضورا أكثر فاعلية من رمح إغريقى ..
قاتل من المسافة القريبة أيضا أكثر قدرة على القتل بالسرعة المناسبة .. لم لا نترك وراءنا أثرا نظيفا على الرمل يراه المحبون .. لم لا نرى ما يخرج منا من معاول تصلح للهدم ،
وفيما بعد
أجلس راضيا عن نفسى فيما تورق الأشجار ويجلس الصبية فى وداعة من ليس شريرا .. خلقنا كل ذلك فيما تنطفئ أنوار البيت .. تبدأ حكاياتها فى المدينة ..
تبدأ
حكايتنا
الجديدة ..
..
..
ما حيلة الزاهد وقد تقطعت به السبل
وما آن فى هجير الرؤى أن يركن لجدار ..
أرض قاحلة
وعدو خفى
وسنابل لا تدنو
بغير دم ..
.
أفضل الزهاد
وأعظم من لا يبح
فنه الكتمان
وعلاقته بها عجب
.
أكثر سعادة من روح طيبة
ذلك العذاب الدائم
هذه الأمكنة وسعادة منتقاة
ممحوة التواريخ
لا شك أنها تتشكل فى نسمة حارة
وربما يابسة تبرد تلقائيا
بملامسة أضلعنا ..
.
فراق حتمى
ومؤاذرة مفتقدة
ورهيب فى مسالكى
.
أعطيت ظهرى للبحر
فى تيه نفسى
غير مكترث أحمل ما تعلمته الريح
روحى على فيض رمل جاف
أغرق بنورها وأنا عار منى ..
أتدثر بريبة الذاهل
وبرؤيا اللامرئية
حتى المرئي لى اختفى ..
وحدى فى وحدتها
لا طائعا ولا مختارا
..
..
كمن يجلسُ على برميل بارود
به طيور معدنية
كما لو أنّ شخصا آخر ،
ينظر من خلال نفسك إلى شخص يراوده نفس الإحساس ، ربما لك أجنحة تقتل أى شئ فى مصعد أو طرقة أو شارع نمر فيه صدفة ،
كما لو أنّ الأشياء ضدك ولو أعجبك التقاء النار بالنار فلا أى من البشر ماء أو عربة إطفاء ..
من سيفر أولا
من رأى ومن سمع
غير أن البصر من خلال حائط يمر أو من خلالنا فى تمكين ما ليس ممكنا
تحقق أن تلك الأشياء تجتاز العمر كله ..
فى حالات أخرى وننفجر
وكلما أغمضت عينك تجد دنيا غير الدنيا
قليل من الصدق ، كثير من الكذب
أكثر الأشياء متعة تصل مداها بتفاصيل ليست لك
بينما العنكبوت يفعل ذلك وينسج فخا
أنت الفريسة شئت أم أبيت ،
كمن تحاول أن تجرى وراءه أحلامٌ منتهية ..
حاول أن نقف لنتأمل أرجلا نحيلة تخطو آخر خطواتها فى قلب حياة أرضها من حرير الرغبات
ككل تلك الشرور الواقعة فى العالم من قتل وتشريد ..
المطمئن فى تلك الأمور أن عينين من حجر الصدفة تواجه من يبصر بلا عينين كلاهما حجر .. كبائع الصحف أمام سيل من الحروف تتسرب من مطبوعات لا تباع وهو نائم ..
الرائع أن السرقة باسم الله ، والزنا باسم الله ، وباسم الله نبدأ : وهكذا تسير الأمور ..ويتركنا أسرى الكلمات المبهمة الكلمات التى بسببها تحدث الشرور ما لله لا يصل لله .. حياة بكاملها تمر من ثقب إبرة لحظة الإغماضة الأخيرة .. بعد ذلك لا تحس أنك كنت طيبا ومثيرا للغثيان ما تحاول أن تقوله ولا يسعك أن توضح ..
ينبغى أن تعلم جيدا أن هناك ما لم نستطع أن نبوح به .. هناك من يدير تلك الأشياء المبهمة فى حياتنا .. عاصفة تتفقدك وفى مكانك المعهود لا تجد غير أن ترى نفسك فى مواجهة حياة لا تسير البتة بغير رضا النفس فى غياب نفسك كليا ..
كم تتهيأ الأسباب بفرض جنونها الخاص كأن تهدأ فجأة كما حدثت فجأة تجد - مرغما - أنك فى الجنون نفسه ..
الجنون الدائم .
..
..
ما بين تكة الرصاصة فى مسدسها وأنت
تكون قد كتبت نصا طويلا
غير أن
فى بعض الأحيان يراودك الشعور ذاته
أن لا نص بعد هذا النص
هكذا تهدأ الغمامات وينتهى المطر
وتعود رخوا منسيا فى ضجيج نفسك
تبحث فى نفايات النصوص
عما لم يراودك من معنى
لتكتشف أن حقارة الشعراء فى
هاجس المرأة الواحدة
ممسوسون
وأنت هاجسك الرجل الواحد
رجل ليس له امرأة واحدة
كلهم على وجه الدقة
يستعرنها
ومنها كل امرأة كانت
غير أن امرأتك ليست مثلهن
آه
أيها الزناة
لو ملكتم الإحساس الحقيقى لما اكتفيتم بامرأة واحدة وعلى حافة المجرة وفى الطريق اللبنى يذوب كل بهائكم
غير أن
فى بعض الأحيان يراودك الشعور ذاته
ما بين الصورة والأصل
وغالبا
ينتهى كل ذلك بحضن الرصاصة الدافئة
..
..
أحاول ألا أوقظك
أنت متعب ولا تستطيع النهوض
منذ ولجتَ فى أحشاء الليل
وعاقرتَ كوابيسك
منذ وعيتَ على زيف الواقع
لا أستطيع أن أفعل ذلك
غير النظر لوجهك كل يوم
لوجه يعود بلا وجه
.
فى الشقاء تحمل همى
لا تحمل سعادة فى جيبك
جيبك الخاوى من النقود دائما
أنت تشقى بلا مقابل
كصانع لا يبيع ما يصنعه
ينتظر السوق الأسبوعي
وعندما يفرش حاجاته
لا مشترين
.
أنت متعب وانا متعبة
ليس لدينا غير رغيف نتقاسمه
وشاى بلا سكر
وموقد بلا أنبوبة
وفاتورة كهرباء لم ندفعها
لسنا مرهقين فقط بل ومدانين بالرفاهية
حيث فى ركن الصالة كتاب وقلم رصاص
وعلبة سجائر خاوية
.
أنا نفسى لا أستطيع أن انتزعنى
من أنياب العزلة على اعتبار أن هؤلاء منا
هى لحظة تفصل بين ما نود وما نكره
هناك ثورة يفضوتها وهناك فقراء وجوعى
فى آخر القائمة
نحن
ولا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك ..
.
أنت متعب وانا متعبة ولا نستطيع النهوض
لابد من طريقة للتخلص من عبء حياة
لا نراها جيدة
لابد من قتل ذلك الوغد بأحشائى
بالنسبة لى أنت كل شئ
وهو أيضا
ولكن من ينصفنا فى صحراء الفقر ..
..
..
أنتِ فى طريق وأنا فى طريق
الآن
لا تتقاطع الطرق ولا تلتقى
ثمة أشياء نود أن نفعلها
كرهائن
تلك اللعبة التى نجيدها
أو
كأسرى حرب على وشك النهاية
.
ما يميز أخطاءنا أنها بلا مقدمات
سوى الشعور بأننا منهكين
من كثرة التجارب
لسنا سوى تجربة يا عزيزتى
لا تنجح بقدر ما تؤلم
فى مختبر حياة سردية
فى هذا الكتاب الموضوع على الرف
إذ أن الخروج منه ليس مستحيلا
بل المستحيل أن يكون البؤس
حياة مفروضة علينا
غير أننا لا ننجح دائما
من يتقبل ذلك يكون أكثر سعادة
.
الغريب
أن نحيا على الرغم منا
نحن نتفق فى ذلك
نعبر بلا يقين حواف النافذة الحادة
أو
نهرا من الجحيم
نبحث عن أرواحنا فى نفايات المدينة
ومواخيرها المكتظة
نبحث عن عجوز خبير يرينا خبايا تلك الطرق
لا نستطيع الحذر أن يمنحنا ذلك الرجل
صك النهاية ..
..
..
كما لا يمكنك استحضار حياة بكاملها وما يمكن أن يهب الشجر لونه ، الفارق بينك وبينهم انك تراقص الأشباح وهم ليسوا إخوة وعلى كل حال نفد الوقت وحان ما لابد منه لكنك تخشى ما ينبئ عنك ..
...
..
قرأتُ كثيرا عنِ المجانين
مَن يكلمون أنفسهم فى الطريق يحْكون عن ذكرياتهم وعن بطولاتهم وعن ماضٍ سحيق مازالوا يعيشونه ويتفاعلون مع اشخاصه كأنهم من دم ولحم
ها أنا أنظر لأحدهم بجوار شجرتى الوارفة على جذعها يسكب كلماته فيما أنظر فى فضاء السماء العميق للورق الباكى والحروف المتطايرة ..
هو طرف واحد وليس آخر معه ، صوت ولا رد ، حوار ممتد مع الشجرة :
ياشجرتى المباركة يا ملجأ عصافيرى الميتة فى عمق الظهيرة المتطايرة يا بهية الورق الجاف يا خريف أيامى ها أنا أجلس بجانبك بعدما اوصد المجرمون الممر ياعزلتى المحببة ويا طائرى فى شظايا أيامى المنتهية من تسير وحدها على الرغم منى وانفلتت هاربة فى هجير وحدتى المترامية ..
الجنود ذووا الأحذية وبنادقهم بسراويلهم فى مفترق كل طريق ..
ها أنا أدخلك يا شجرتى المنعزلة من بابك السرى فأورق من جديد وأفرعى تخضر ..
..
هناك امرأة أنكرتنى وهناك أشباه الرجال وأشباه النساء وهناك أطفال وجثث وفوضى وأنت يا شجرتى ليس لى غيرك ..
..
ما يبدو لى أحيانا
فى ممر روحى البرزخ
وما لا يقول وداعا
لكنما الصباحات النافرة تعتم تلقائيا
أحلى ما نراه فيها
يا شجرتى العارية ..
..
..
حين كنتَ صغيرا
لا يهم وضع الدنيا بالنسبة لك
لا تحمل هما سوى اللعب مع أى شىء
الريح
المطر
والشجر
لستَ فى حاجة لصحبة امرأة
ولا
الأصناف الجيدة من البشر
وقد استهلكها الشعر
يقينا أن ظلك ليس على الأرض فحسب
وفيما بعد تدور حياتك
حول امرأة
لا تروق لها
متى تراك ينفتح عالمها الموحش
.
الرأس آنية تستفيض
لا أنكر أن خيالات تخرج منا
هؤلاء الهائمون دون راحة ، ،
دون ولوج لعالمنا ،
تتلكأ السيارات لأنها حين تظهر ،
لن تتأثر لكونها بعيدة
.
نحن - فى عالم الأشباح - أيضا
هائمون
الحقيقة أننا لا نرى
لكن نحسهم جانبنا ،
كثيرا ما نمنى أنفسنا - من خلالها -
نفتح عالم الرعب
وغير مرغوب فى وجودنا بمفردنا
لكنهم لطفاء جدا
هؤلاء الذين يعبرون إلينا من خلالنا
والذى يظن البعض
أنهم من يملون علينا أفعالنا ..
.
كل روح تظهر لتغيب .. وكل قمر يرتبك ..
القمر سيد الليل ورغم ذلك تظلله سحب ..
يغيم ضوؤه ،
يضيع فى متاهة الظلمة
وكذا يمر كل ذلك الآتى من مصفاتها
ومع ذلك - كشبح -
انظروا الأروقة
لا أحد يجلس فى هذا المكان
.
لن تأتى الشمس
غير أن شعاعا ضئيلا ،
يفتح نهايات السهر للضوء الشحيح ..
..
..
////////////
ديوان
أكتب برداءة تناسب الطقس
صلاح عبد العزيز
🇪🇬
🇪🇬
🇪🇬

الزقازيق
نوفمبر 2021
فبراير 2022



1644305799694.png

تعليقات

أعلى