مريم الأحمد - بعد الحرب

بعد الحرب
ستعود كل الأشياء إلى مكانها
السابق
الجداول إلى حضن العصفورة
الأغاني إلى رصيف بين زهرتين
ستعود!
الحافلات إلى الصباح
السائقون ينادون على الباعة
ليفسحوا المجال
الركاب، يجمعون أغراضهم بين أقدامهم بحرص
التذكرة بين الأسنان
و اليد تبحث عن محفظة الروح!
العيد
سيدق باب الفرن
و ستعود أمي بطبق الأقراص بالحليب
سيعود كل شيء إلى مكانه
المعلمون أمام اللوح
الطبشور إلى منثور الوقت الضائع
الأجراس إلى أعناق الغنمات الشقيات
ستعود ملابسي الضيقة
أسماء الله الحسنى على جدار
غرفة الجلوس.. "الجلوس"
ستعود الجدران و الأقدام و الأغصان و العربات!
الحمير التي تجرجر نفاذ الرحمة خلفها
ستعود
معلمة الديانة المسيحية التي سرقت
طلابها و استفردت بهم في قاعة خاصة
الحجاج و هم يضيّفون الملبس و الرزانة البيضاء
الشاحبة
ستعود الأبواب بلا أقفال
و اللصوص بمصابيح و مفاتيح
يتركون دموعهم الجافة
على الأراجيح
ستعود الأصابع و الخواتم
و السلالم و الشرفات
و الزهرة المنضوية في
كتاب
ستعود كل الأشياء إلى حكم
وجودها الطبيعي
قارئات العداد
كرش جابي الفواتير
زحمة الرجال على أبواب
الجميلات
جدتي طيبة القلب تخض جرة
اللبن
و تراقصها في مهد
النعاس
ستعود أختي من سفرتها الطويلة
خلف الضياء
ستعود اللهجة الرشيقة لتبسمل
في الأزقة!
سأعود
أنا ايضاَ
أحفظ عن وجع قلب
رقصة الهنود الحمر
غناء السنابل و القنافذ
أكتب على دفتر مذكراتي
هل ستأتي يوماً ما حرب
تمحو الحياة!
سيعود كل شيء إلى ما كان..
إلا الحب..
الطفل الذي خنقناه.
..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى