السيد فرج الشقوير - هرشٌ في حكّة مزمنة..

إييييييييه... أوف
الليلة كانت مخصّصة للتّملّصِ منْ براثن المدينة الصّناعية
وشواكيش المتسرّبين من المدارس...
حين يتباروْن....
كضُفدَعِ المغارِب في تصديع الرُّؤس
آخذين على عاتقهم سمكرَة العالم المتعدد الأوْجه
فيُضيفون إليه تجاعيداً طازجة
وكرمشاتٍ إضافيّة
كي أستعيد مهاراتي القديمة في ترويض الشّفاشح
وإقناع البعوض أنّ الشرايين فيها سمٌّ قاتل
أنا رجلٌ بقلبٍ رخْوٍ...
كذَكَر ِالخس..
أبياااااااض.......
مشُوبٌ بخضار البازلّاءِ الباهتِ
تكفيني قطَراتُ النّدى...
كي أغتسل من أحقاد مُعتَّقة..
أورثنِيها عالمٌ لمْ يُمارس عدلاً...
منذُ آخرِ عبد الحَميد
وطريٌّ كهشاشةِ القرطُمِ البرِّيّ...
حينَ تذرُوهُ الرّياحُ
لكنّي عنيد...
بسماجة ذبابة تصرُّ على المرُوق
لا تعترف بأسلاك النّوافذ
أتفرّق في الأرجاء بلا رقم قومي
أختلطُ بالشّساعاتِ أيّا ما حطَّتْ رحْلَها
و تعرفني الثّقوبُ كعدوٍ طبيعي للمضائقِ
ثقوبُ الإبر ألدُّ أعدائي...
والخُلْجانُ حتّى أنْفُدَ إلَى الأطلنطي
لا أعترفُ بمضيق جبل طارق..
ولا باب المندب
أستطيعُ التمطّي حين أشاءُ...
فيُصالِحُ الماءُ الماء
في أوّل حلف للمياة المفتوحة
فتأخذُ الشُّطوطُ تعاريجها من يدَيّ
وتقتاتُ المخلوقات البحرية من صحوني
ولَدَي رُكْبتَيَّ قناعات موروثة باستطالة الجغرافيا...
عندما أمدّدهما رغم خُطوطِ العرض
فتعانقني القارات بلا أوراق ثُبُوتيّة
حيثُ لا مكان لعسكري الكمائن...
الّذي يحتّل مداخل الطرق الزّراعيّة
ويُحصّل المكوس نيابةً عن الخراب المستعجل
إيييييه....
لولا إنشغالاتي الذاتيّة بصولة العسس
ومشاكسة الأقفال المفروضة على النثر
لولا التفريعات الجانبيّة الّتي يأخذني الخبز إليها
لتملّصتُ منْ هذا الضّجيج النّابت كالسّعْدَان
الّذي يتسلق أقبية قهوتي......
فيخنُق الأمزجة
وجُدران الفول الأخضر..
فيُحاصِر الجياع
لاستطعتُ التَّنحِّي جانباً بالرّتابةِ
لراودّْتُ السّلوموشن من بداياتِ التّثاؤبِ...
مرُورَاً بقطارِ الدَّلْتَا الكسُول
وسُعالَ الصَّنادلِ النّهرية
كي أرتِّبَ أولويّات حربي القادمة..
أحتاجُ إلى بعض التّنبلة...
المصحُوبة بلثغة عبدالوهّاب..
وقشعريرة عنْدمااااا يأتي المساء
و إلى شئ ٍ منْ بُطْءِ السّلاحفِ..
ولتلكٌ البَصّة منْ عيونها لحماقة الباصات..
الّتي تنتحرُ جرَّاء الجريّ بلا معنى
المحطّات في أماكنها تَمتَهِنُ الإنتظار..
هي هي..
للأرانب كما للسّلاحف
ركونُ السّلاحف لحتميّة الوصول...
أسلمُ من ركونِ الأرانب للسّرعة
أحتاج إلى التّنبلة لبعضِ وقت
أستذكرُ فيه كيفَ لا تهتّمُ الأيكات بالنّتائجِ
فقط تُزاولُ الشُّموخ
ليس كلّ السّاج مناضد...
ولا سياجات تحاصرُ أجنّةَ العشب الطّامِحة
مِنَ الساج ما هو غابة وحده...
تأكلُ المناشير على الفطور..
ومصانُعَ السّنفرة
أحتاجُ إلى بعض التّنبلة
أراجعُ فيها رحلة القفول للثّكنات..
وإعطاء تمام العودة للقائد المناوب
أنْ ها قد عدّتُّ يا أفندم....
لأكل الجراية...
وإستهلاكَ اليمك المقرف...
الّذي لا يُهْضمُ بالحرب...
الجرايةُ أيضاً لا تُهضمُ إلّا بالخطوة المعتادة..
وياااه... قوّة....
يااااه... عزِيمة..
يااااه....
كتيبة الأولى كتيبة حديد.... !!
ألليلةُ كانت مخَصّصة لأكثر من تنبلة...
أوازنُ فيها على تؤدة...
بين النّحنُ وبين الهُم
بين التنظير السوفسطائي.. لمدينة أبي العلاء المعرّي
وبين مدينة الأباطرة
بين ركوب النيرفا...
واستهلاك النفط بلا جدوى
وبين التّسكُّع في صفوف المقاومة الشّعبيّة
واستهلاك حذائي لمنفعةِ الحرافيش...
كحرفوشٍ عتيق يعرف من أين يعضّ الفتُوّة
......................... ...
السيد فرج الشقوير
مصر



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى