ميلود خيزار - خَمسُ وضعيّات للّيل.

1
أحدُهُم كان صَمتُهُ الأعزلُ
مَلاذًا لِطائرِ الرّؤية، من مَخالبِ الثَـرثَرةِ العَمياء.
و في الزّاويةِ الضَيّقةِ لنَظرتهِ العميقةِ
ما يَكفي
لِـمَبيتِ قافلَةِ النُّجوم.
2
بَعضُهُم، يُشعلُ الغابةَ
عَساهُ يُجرّدُ الكلمةَ
من بَعض عَباءةِ الحِداد.
بَعضُهُم، بِقطعةِ حَرير ناريّةٍ،
يُحاولُ أنْ يَستُـرَ
عَورةَ نَـهار "مَـشبُوه".
3
حتّى اللّيلُ شاخَ
صارَ قليلَ النّوم
كثيرَ التبوُّل
مُفرَطَ الإمساك
و فاقدًا لشهيّةِ الحَياة.
صارَ اللّيلُ شجرةً خُرافيّةً
تَحتلّها
قبائلُ "الشّمبانزي النّاطق".
4
حـّّى الكلمةُ العاهرةُ
لمْ يَعُدْ بِوُسعِ اللّيلِ أن يَخدَعَها
بِزبائنَ عَابرينَ
من كتائبِ "الـمُرتَزقة"،
لمْ يَعُدْ بِوُسعِها نَصْبَ فَخّ القُرفصاءِ عند عَتبةِ المساءِ
و لا حتّى أنْ تُربِكَ
عَينَ السُّؤال.
5
في غُرفةٍ عاليةٍ للَيلةٍ شِتائيّة،
نَجمةٌ وحيدة تُطفئُ قنديلَها
في ذِكرَى شاعرٍ راحلٍ.
كانت تَرقُصُ في حديقة رُوحهِ
و كان يُقاسمُها
كلَّ قصائدهِ التي لمْ يَكتُبـها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى