عمارة إبراهيم - أرملة النهر.. شعر

سأعبر فوق محطاتي الواقفة
أمارس ترحالي اليوم
بين مواكب أسئلة، طاردتني
علي صدر أوراقي المجهدة
ماذا..........................؟
... وكيف ...................؟
متي..........................؟
إلي آخر السير فوق صخور ودوامة
حاصرتني، وألقت بأمواج تيه ودائرة من صراخ الفراغ.
علي هاتف النفس كانت تقايضني
ولي في مواسمها دهشة
أرتديها
وأطلع من خيمة
دائما ما تشاغلني بألوانها
في كل ثانية، تدخل الباب
تشتم رائحة من ظلال المسافات
أنهض من وقفتي لأستقبل الرغبة المبهجة
وأنثر من غابة الخوف صرخة روح
محيطاتها في بطون الفراغ الذي
يعبر النهر والأرض
فيمتد عبر ذاكرة
أرهقتها مضايقة النمل
حين يسير علي طول أسوار روحي ورغبتها
يبعثر ترتيب فوضي لها
في ضواحي نائية تغطت بعاصفة من صدي انتحار جماعي
وخارطة في محطاتها ظمأ الاحتجاجات
في نهار ينام بعقم القيادة.
أنا نائم فوق أرصفة من عداوات
تدور وتحملنا فوق أرجوحة من دوائر فارغة
تئن بثقل الألم
جدرانها حبال من الامتداد،ولوز القلق
مثبتتة فوق أرض شروخاتها من حطام المواكب
في رحلة الذات
أحلامنا، حين تجسد احتياجات النهر
في معاينة الاحتمال الأخير.
وأرملة النهر في بيتها
نتلمس قنديلها لحظة الخجل المتكدس علي سطح النهر
علي ضفتيه بيوت تشيدها صدفة الناطق العسكري
الذي أشعل الجمر في ساحة البيع والتيه
في دروب حاضرنا المغتصب
سأعبر جسر محطاتي الواقفة
هناك في لحظة من هبوط القطارات
كانت هتافات سرب البائسين
جاءوا علي صخب الهابطين
بأمر تمرد ضوء
نما فوق أعمدة من قلق
وراح يغير طعم المحطات من ساحة نحو ساحة.
ومن قادم من بين دهاليز ذاكرة الأسئلة
وأرملة النهر في حجرة الثلج
ترمي علي جسمها سترة من صلاة
تجر متاريس غيبوبة لازمتها في سنين عجاف
وتسعي إلي عمق شمس
تطهرها من صقيع،رتب ثكنته من خلايا الجسد.
علي درجات الغروب وتحت الغيوم وأعمدة القلق المشتعل
تصافحت في غرفتي الضيقة بأسراب نمل
بأجنحة زاهية
يديرون بهجتهم بحماس يتملكني فجأة
وقت إعلان صحو الهزيمة
تساءلت:
كيف نكون علي ذات أبواب معركة
شاغلتني كثيرا؟.
ولم أشته القفز علي منصات درس البقاء
وأغزو بجمر المرايا خريفا
يضل بأجسادنا نفقا، مظلما داخل الرأس
في رعشتي فار
لكنه لم يمزق دوائر فارغة
راوغت ساحة تركوها بغفوتها
بين أسطر لوح ، كتبنا عليه " نقوش الحياة بدون الألم ".
سأعبر نهرا بجنب المقابر
أمارس شهوة ريح
تبعثر صمت محطاتي الواقفة.
هنا في توابيت روحي شتات
من الريح والنار والصمت ساكن
أنا سيد النار
خيلي، ونفسي وأشباح دمي ومملكتي
نقيم علي وجه حافلة لم تقف في محطاتها
أو تضيق مسافاتها في بحور
مداراتها في بصيرة أمة.
أقامت حدود مواقيت آلامها فوق أرض
تطاير في نارها ثلج أوردتي
بين أسطر أوراقي الجامحة بأسرارها
نحو قطعان غيم
يسير علي صوت برق
يغطي سماء محطاتنا الواقفة
أنا سيد النار
خيلي، وأشباح نفسي
نقيم علي جمر مملكة
عواصفها مزقت رقصة النخل
اقتلعت وجهة في رحال الوقت
بين الدخول وبين الخروج
خياراتها،زفة من مراسم تتويج أرملة النهر
بين مواكب الريح في طقسها المنطفئ
أنا سيد النار
والوقت مثلي
نقيم علي حد سيف
فوق بحر
تدور بشطآنه رجفة الذات
في يقظة الولد الصاخب المتسلق جدران زنزانة روحه
تصاعد في نزوة الاختراق
ولم يرتق الجسد المترهل فوق بقايا حطام العواصف
وذاتي تدور ببالونة الاختبار
وبين مواكب أسئلة لازمتني
وألقت علي ثلج أوردتي شهوة نار وريح
والصمت ساكن
ولي في مواسمها دهشة
أرتديها
تدور وتحملنا فوق أرجوحة من أعاصير
لم تشته غير لوز القلق !!.

عمارة إبراهيم

* من ديوان " ارتجاف بهي للفرح "
صدر عن سلسلة " الإبداع الشعري المعاصر " هيئة الكتاب المصرية في عام 2012





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى