زكريا الشيخ أحمد - الموتى..

الموتى الذين لا يزورهم أحد
يستيقظون في الصباح
و حين لا يرون أحدا يزورهم
يعودون لإكمال نومهم .
يحزنهم ذلك في بداية موتهم ،
لكنهم ينسون مع مرور الوقت رائحة الورد
و لا يتذكرون من لغة الأحياء سوى التمتمات التي يسمعونها من فوق قبور جيرانهم .
يمضي الموتى في بداية موتهم حياتهم في النوم
خوفا من الظلام ،
لكنهم ليلة بعد ليلة يفقدون الأمل بقدوم النور .
يصبح الظلام الدامس جزءا من حياتهم أو كل حياتهم
رغم ذلك لا شيء يبعث الخوف في نفوسهم
فهم لا يفكرون بالحاضر و لا المستقبل
لا يتذكرون الماضي
لا يخافون من حرب قائمة و لا حرب قادمة
لا يفكرون بانهيار نجمة أو سقوط كوكب على الأرض
لا يخافون من وباء أو فيروس قاتل .
يتوقفون عن الانتظار و عن التألم ،
عن الانزلاق في القلق و عن الحلم و الأمل
يتوقفون عن كل شيء
بعد أن يلقوا بكل ذلك على أكتاف الشعراء .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى