نظرة ومدد

أصبحت الشوارع تنادينى!
ما إن مررت مرة منها حتى عرفت رائحتي ولوني وشكلي،فصرنا صديقين. فى البدء نلتقى على أستحياء مثل مراهقين، ثم مرة فى مرة نصبح عاشقين، تجرجرني أقدامي المتعبة نحوها أستريح قليلا على مقهى من مقاهيها.
فى كل شارع أصبح لى مقهى أستريح عليه نتبادل الخبرات والحوارات والشكوى.
هى تشكو من هجرها أحيانا وتغير الناس أحيانا أخرى.
وأنا أشكو من الآلام التي أصبحت تلازمنى كأنه دينا على أن أوفيه.
قداماى المتعبتين أجرجرها ونجلس على مقهى أم كلثوم أحيانا.. أو على أى مقهى فى عماد الدين أحيانا أخرى.
لماذا حجبت الأماكن القديمة عنى وجد جديد، مواضيع كثيرة أريد التحدث عنها.
كرهت الأكواب الكرتون التى يقدمها البائع ،أكواب لا تستطيع أن تصنع علاقة جيدة معها ،مثل الأكواب الزجاج،ترى أحمر الشفاة طبع على حافة الكوب فيظل محتفظا به لونا داكنا لا يزول أبدا مهما حاولت تنظيفها.
الجو اليوم منعش رغم برودته ،كانت الأمطار تسقط خفيفة منذ قليل.
بعض العجائز كن يتوارين أسفل العمارات حتى تهدأ.
ولكني رغم ألامى ظللت أسير وأسير حتى رأيت مسرح نجيب الريحاني فعرفت أنني أسير فى الإتجاه الصحيح.
أنحرفت يمينا ومررت من جوار أخر ساعة.
أخيرا وجدتها.
المقهى الآن خالية.
أخترت كرسى أمام الباب، وجلست فى هدوء المطمئن أن الحياة سوف تمر مهما حاولنا المقاومة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى