عبد اللطيف الصافي - مِنْ أيْنَ يأتِيكِ القلَقُ...؟

حُبِّي شَفِيفٌ
كمَاءِ الغَمامِ
نبْعُ نهْرٍ صافٍ
يصُبُّ في شَرايِينِي
برْعُمٌ أخْضَرٌ
يَخْرجُ منَ العدَمِ
يَحْتوِينِي
ومْضةُ برْقٍ
تُضِيءُ سَمَائي الْغَائِمَة
تتَوهَّجُ في قلْبِي كَشمْسِ الرَّبيعِ
همْسُ نَسيمٍ عذْبٍ
يُؤْنسُني في مَنَامِي
مِنْ أيْنَ يأتِيكِ القلَقُ يَا جَمِيلَتي؟
يتَدَحْرجُ خفيّاً
كَدبِيبِ نمْلةٍ
يتَدفَّقُ كالعَتمَةِ في صَدْركِ
ليْتكِ تسْكُبِينهُ في دفْترِ أحْلامِكِ
لينْبُتَ قَصائِدَ
بِأَجْنِحةٍ منْ ضوْءٍ
يُحلِّقُ بِكِ إلى فرْدوْسِ الجَمالِ
أسْكُبيهِ مَطَراً في صَبَاحاتِكِ
ليَغْدُو نهْراً
يغْسِلُ حدَائِقَ رُوحِكِ
المَفْرُوشةَ بالحُزْنِ
آنَ لَكِ يَا جَمِيلَتي أنْ تُصْغي لِقَلْبكِ
أنْ تتْرُكِي ورْدَةَ الحُبِّ
تتَعرَّى تَحْتَ النَّدى
أنْ تَفْتحِي صَدْركِ لِضوْءِ الفَجْرِ
يَغْرِسُ أسنَانهُ البَيْضاء
في حَلْمتَيْ نَهْديْكِ
يوقِظُ شُهْوَة الأرْضِ
و نَبْضَ الحَياةِ.

عبد اللطيف الصافي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى