جمال طاهر - شوقا إلى رمضان

رمضانُ أقبلَ أسرعي يا ساقي* نحوَ العُلا في لهفةِ المشتاقِ
المؤمنونَ لربهم قد أخبتوا* والنفسُ ترجوا رحمةَ الخلاقِ
قد كنتِ في شهرِ الفضائل والتُّقَى* ومحاسنٍ فاقتْ على الآفاقِ
وترى المساجدَ بالسعادةِ أشرقتْ* أنوارُها في غاية الإشراقِ
مشتاقةُ يسعى المُحِبُ لنيلها* منْ راكعٍ أو ساجدٍ سبّاقِ
وترى المآذنَ هامةً مُزدَانةً*رغمَ العِدَا مرفوعةً الأعناقِ
وترى السماحةَ إذ بدتْ حُلَلُ التُّقى* تاجًا على الأعمالِ والأخلاقِ
وترى الوجوهَ إذا نظرتَ تنضَّرَتْ* قسماتُها من روضةِ الخلاقِ
وترى العيونَ عنِ المحارمِ أعرضتْ* بَرِأتْ إلى الرحمنِ منْ حدَّاقِ
وترى اللسانَ عنِ الرذائلِ قد نأى* خوفا من المنانِ والشدَّاقِ
وترى المسامعَ أُصْغِيتْ لتلاوةٍ* في بُكْرَةٍ وعشيةٍ ومُحاقِ
وترى الأيادي المُنْفِقاتِ تسابقتْ*لله أرجو أنْ يُفَكّ وُثاقي
وترى اليتيمَ ولا يتيمَ لمنْ له*ربُّ البريةِ ذو الجلالِ الباقي
تحنو عليه يدُ الرَّحائمِ كلُّها*وتحوطُه زمرٌ منَ العُتَّاقِ
وترى الفقيرَ ولا فقيرَ لمنْ رضى* بالله وهْوَ مقسِّمُ الأرزاقِ
وترى القلوبَ لربها قد أخْلَصتْ* وتخلّصَتْ منْ حِقْدِها ونِفاقِ
وترى لأصداءِ الدعاءِ ترَدُدًا* أنْ يُنْجِدَ الأقصى منَ الفسّاقِ
يارب بلّغنا إليك شهادةً* أو نُصْرةً من بعدِ ذا الإخفاقِ
يا منْ عبدتَ اللهَ في شهرِ التُّقى* لك في شهورِ العامِ فضْلٌ باقي
رمضانُ أدبرَ أسرعي يا ساقي* نحوَ العُلا في لهفةِ المشتاقِ

شعر جمال طاهر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى