محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - كان ذلك عندما رن جرس إنذار في راسي

كان ذلك عندما رن جرس إنذار في راسي
ليوقظ الدهشة
وإنتباه اللحظات للحنين القادم من البعيد
يُجرجر ساقية ليسقي العتمة
باحذية من الفسفور
ومن النجوم النائمة
وانا
اتملص من قبضة السراب
لاُشاهد
قطارات
تحمل المشهد الاخير لتأبيني
في صلواتِ الاصدقاء المودعين
في صلواتٍ
لم تصل للرب يوما
لكنها إكتفت
بغش اللحظات بالغفران المبتكر
كان ذلك في الليلِ
حين رن جرس الانذار في راسي
لينبهني الى حريق
حدث في غابة القصائد
التي عبرها حطاب
دون إذن العصافير
ودون
أن يطرق الندى بصلاةِ الربيع
فاشتعلت
مدينة الشتاء بالورق الاصفر الغاضب
و إحترقت اللحظة
وعبرني الرماد الهارب
عبر نافذة المساء اللطيف
وانا اجلس في ثدي سيدة
مشغول النوايا
هكذا
انكسرت الليلة الرخامية ، بجثة الغابة التي اشجارها من الحبر
كان ذلك حين رن جرس انذار في راسي
ليُشير الى بدلة عسكرية
ارتدتها
أناي المنومة بالمعرفة المخادعة
لاتفاجأ
بأنني قد دهست بحذائي ارملة
مات زوجها
في معركة مع الطرقات التي تقود الى المشنقة
دهست طفلة بقلمي البارودي
لأنني كتبت عن الحنين
بين رصاصتين
مُتناسيا
فوهة الذاكرة التي تصطاد المنتبهين لسخرية اللحظة
دهست السخرية الصامته
حين بحثت عن الحقيقة
في ساحة الحرب
متناسيا القاعدة
" اذا نشأت معركة هنا ، فابحث عن الحقيقة في المُدن المسالمة "
حيث رجال الحرب
يتبادلون الشتائم ، حين يملئون كؤوسهم و يتبادلون الانخاب
ثم يتوعدون بعضهم
في جثث الاخرين
وفي قرى مطلوقة الجند المغشوشين
بزخارف القضايا العابرة للمُدن
كان ذلك حين رن جرس الانذار في راسي
وسألني عن احجية الظلال
وعن بنات الماء
اللواتي قفزن الى سُرتي ، وعضوي المُشاكس
ورشون هذيان الليل
بالنسيان المؤقت
ونقلن لي اخبار غير هامة
عن صدر الحبيبة
عن حمى اصابت سرتها لأن فمي غاب عن حُلمها المُغلق
وعن جرح لم يرض عن نفسه
فاختار الإختباء
في ابط القصيدة
وعن شلخ صغير
يتوسط فمها
كان يدخر القُبلات التي اُقدمها
لهذا
فهو يدخر ما يكفي لسنين من الشوق
و اخبرنني
كم تفتقدني الازقة
وبائعات الخمرة
واصوات الباعة المتجولين
والثياب الداخلية للنساء المُفترشة على العلن
لتُعلن الشهوة
رمزاً للمدينة
اصوات المنادين
للرحلات غير المنتهية ، نحو الاعمال غير المنتهية
ونحو المُصادفات الخبيثة
وانا لا افتقد المدينة / افتقد رائحة النوم والاحلام الخالية من الحُلم
كان ذلك حين رن جرس الانذار في راسي
ليوقظ الانتباه

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى