أ. د . عادل الأسطة - شفيق الحوت وأمه واليهود الغلابا المساكين :

مرة أصغيت إلى شفيق الحوت ، ابن يافا ، يتحدث عن يافا ونكبة 1948. ربما كان ذلك من خلال فضائية الجزيرة .
أتى شفيق على نشاطه ضد الصهيونية وتخوفاته من المستقبل وطرد السكان العرب ، وقد تكلم بالأمر أمام أمه ، فضحكت الأم وقالت :
- من هؤلاء ؟ إنهم مساكين .
في قصة ( بنيامين تموز ) " منافسة سباحة " 1951 تدعو المرأة الفلسطينية ، وهي من يافا ولها بيارة ، تدعو الممرضة اليهودية التي عالجتها واهتمت بها إلى البيارة ، لتبيت عندها وتقضي بضعة أيام .
تلبي الممرضة الدعوة وتستجيب لطلب المرأة الفلسطينية التي تقضي الصيف في البيارة ، وتذهب الممرضة مع ابنها . في البيارة يلتقي الولد مع نهيدة الطفلة الفلسطينية ومع عمها عبد الكريم الذي كان يخشى من الهاغاناة ، كما يتنافس الطفل اليهودي مع عبد الكريم في السباحة ، في بركة البيارة ، وفي المعلومات .
يفوز عبد الكريم في السباحة ولا يفوز في المعلومات .
الطفل اليهودي حين يغدو شابا يقيم أياما مع عائلة فلسطينية ثانية هي عائلة ابو النمر ، وتعامله العائلة معاملة محترمة ايضا ، كما لو أنه من أفرادها ، وتمر الأيام .
في حرب 1948 يشارك الشاب اليهودي في الحرب فقد غدا جنديا ، وفي إحدى المعارك القريبة من البيارة يقترب من البيارة والبيت الذي أقام فيه زائرا ، ويدخل إلى المكان ، وهناك يقتاد الجنود عبد الكريم أسيرا ، وفيما كان صديق طفولته يسبح يطلق الجنود النار على عبد الكريم ويردونه شهيدا .
مقالي الأحد في الأيام عن قصة مشابهة في رواية الياس خوري .
المهم أن والدة شفيق الحوت لم تصدق ما قاله لها ابنها عن اليهود والحركة الصهيونية إلا عندما استشهد لها ابن وعندما طردت من يافا .
اليوم أعدت قراءة قصة ( بنيامين تموز ) " منافسة سباحة " وهي قصة مترجمة إلى العربية ، وكنت قرأتها بالألمانية في كتاب يضم مختارات من الأدب العبري عنوانه ( Ich ging durch meer und steine )
1989 ) ItaKaufmann )
وبسذاجة أهلنا وبساطتهم ضعنا وضاعت فلسطين . أو بطيبتنا ، وكما قال محمود درويش في " طللية البروة :
" كنا طيبين وسذجا "
وهذا جزاء مجير أم عامر
خربشات
15 /4 / 2016

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى