عبدالعزيز فهمي - لا يكفي فتح الذراعين للأمام لننسى...


يا غائبة...
ماذا تقول "الزهراء" في كف السماء
يشحب القمر وحيدا
فأنسج للغياب جبة بيضاء
على مقامات الحنين
وإيقاع التمني
الجسد لم يعد تستهويه
رعشات الرقص الجميلة
فماذا يفعل الليل في كأس الوجود؟
أي ثمالة تعشقها الأيام
حين تلم الأضلع المتألمة رميمها؟
تخيفني دائما علامات المسافة
على جنبات الطرق
تقرب من مكان بعيد
عني
تبعد عن آخر قريب
منك
لا أجدني ولا أجدك
فأتمنى
كما تتمنى السلاحف خفة الأرجل
كي تسبق الأرانب
ما تحمله على الظهر ثقيل
كثقل الأحلام
الحقائب المملوءة تحتار
من غرابة الجوارب
تتعب أحذيتي البريئة
من جنون التيه الأبيض
فلا يكفي أن تفتح ذراعيك للأمام
لتنسى ما تركته في الخلف...
الذاكرة علبة سجائر
تتقلص كشهاب منتحر
تتمدد كقبلة في الهواء
فشكرا للبحر
حين يطقطق أمواجه
كي يؤلف عنك أغنية
أسمعها وحدي...
يا غائبة...
كنا تفاحة وفما
لم نرتكب خطيئة لنخرج منا
كخروج الضوء من الظلام
لكنك أخذتِ موجة شاردة
تخلى عنها المد
كفراشة اسكرها بخور الأجنحة
وهللت للصمت
أخذتُ خرير ساقية تائهة
كناي أصابه جنون الرياح الجنوبية
هي الولادات تغريها شفاه الكلام
لا حلم لزبد المعنى
في كأس خمرتك
لا دين لجريان الأسئلة
في شرايين أشواقي
لا دخل للضفاف في الحزن
لا دخل للبعد في الفراق...
ولا دخل لي في نشوب الحرب
بيني وبيني
أنا حضرت بدون جيوش تساندني
لماذا كنت سببا في حرب طروادة
ورفعت راية الانتماء للآلهة
وتركنتني أواجه الطوفان
بدون دهاء
ولا سفينة...؟؟؟
يا غائبة...
الغيم يتألم فيبكي
الشمس تتوجع فتحترق
وانا أرسمك بأول الضياء
في الفجر
أرسم قبلة تناديك
فتصمت الأفواه
تضحك الأعين
آه لو تعلمين ما يحدث في القلب
حين أشيِّد هجرتي إليك
فلا أجدك
يغيب الكل
أغيب كما يغيب العمر
حين نبحث عنه
في الذاكرة
فلا أنسى أن الأمكنة تكون
حين نكون...
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى