عبدالعزيز فهمي - نصان في حضرة السؤال...

نص ١...

الجبة التي صلَبتِ الحلاج
وانشقت عن حيز ظله
صارت تمشي جنبي
تتسلق قميصي
تقده من أمام ومن خلف
أخاف أن ترتديني
فأجن كالبحر
لا أستقر على مد
لا أرتاح على جزر
لأن الملح بيضاء كالنور
لكنها لا تحسم لعبة اليقين في النهار
ولا الشك في الليل
كل شيء فقد ما فيه من سواد
ما فيه من بياض
فتيتم الخيط الابيض بين الخيوط
كل شيء زبد
يتناثر فوق زبد
الرمل أدرى بنبوءة العطش
أعرفني حين اراك
وأجهلني كي أعرفك...
فلا تأمن للسراب فوق الماء
كي لا تصطادك شباك الغرق
فالعطش شيطان الصحراء
والارتواء كذبة البحار
لذا ضع في الجبة ما استطعت
من الجسد
عقلك ثم عقلك
وقليلا من القلب
لا تسأل عما فر منك
ولاذ بما ذهب
فلا أحد يبقى في حديقة الزمن
كما كان أو كما لم يكن
إلى الأبد....

نص ٢...

كما تشاء..
تكتب الريح بلغتها
ما تشاء
لا يهمها ما تركت وراءها
فاعلا كان أم مفعولا
مضافا أو حالا
فكل أفعالها متعدية
لا لازم يُلزِمُها
لا عطف يُثنيها
هي صوت الفراغ يؤكد فراغه
بما يبعثر خلفه
ليتني أدركُ همس حروفها
ليتني أفهمُ جهر أبجديتها
لأصوغ أغنية من أسئلتي
نغمها النسيم
ورقصها العاصفة
فأمر كما لم أمر
حاضرا هناك
غائبا هنا
لا شيء يدل عليَّ
سواي
وهذا التراب الذي يسكنني
فأسكنه
حين أعود إلى أولي
في أوَّله...
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى