أمل عمر إبراهيم - العرافة

قبل عشر سنوات..
و في بيت عُرس..
قابلتُ عرافة..
تضرِب الودع ، تقرأُ الكف و تحقق الأُمنيات..
و إمتلأ المكانُ بالنساء ..
نساءٌ يبحثن عن حبيب أو زواج أو وجه طفل مستحيل..
يبحثن عن أشياء سرية ،
عن خُرافة قديمة تُدعى السعادة..
تأمَلَت كفي طويلاً ،
تَتَبَعَت خطوطه بأنامل مكتظة بخواتمَ من ذهب وفَضة..
و بعينين يسكن شاطئيهما الكحل و الغَرَابة..
تأملتني..
صالَبَت ساقيها ، نَفَثَت دخان سيجارها في الهواءِ، تنَهَدت
و أخبرتني
بأني ساكونُ بخير ، ما لم أُسافرُ للبلاد البعيدة
مالم أُفارقَ بيت أمي و حيّنا و الناس و الأزِقة ..
و منذها..
و حقيبتي لا تخلو من تأشيرة سفر أو من تلويحة وداع ،
لا تخلو من منديل مُثخَن بالدمع و بالحنين..
و أخبرتني العرافة
بأني سأكون بخير ،ما إجتنبتُ البحر و الشعراء و الكتابة
و منذها..
و أنا و اقِعةٌ في غرام البحر و الشعراء و الكتابة..

#أمل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى