مؤمن سمير - الضبابُ الذي حاصَرَ فجوات الحكاية.. شعر

في نفس الساعة من كل يومٍ
يجتاز الشارعَ بصَلَفٍ
ويُكُرُّ السلالم كرَّاً
ويهجم على باب غرفتي الصداع..
في نفس ساعة حرق مكتبة بغداد
واختفائكِ وظهوركِ الدائم في مرآتي..
صَلْبِ جدي وخيانةِ أبي وعمي
و قبل دقائق من استيلاء المُلَثَّمين
على بيوتنا
ووشمها بالضباب..
الصداعُ إشارةٌ حاقدةٌ من الطابق الأعلى..
من السماء التي تخاف الحكايات
و انتشارها المُعدي كأنهُ الطاعون..
علامةٌ على الطائر الذي سيخرج من معطفٍ
رجموه في الساحة الكبيرة
ومازالت دماؤه تبتسم للسلطانةِ كلما مرت..
عظام رأسي تَفِرُّ من النافذةِ وتعدو
فتفزعُ بغلتي فوق الجسر وتكادُ تَهْوِي..
لكني سأصل إليهم مهما جرى
وأقسمهم بفأسي نصفيْن
هؤلاء الذين وضعوا يدهم على أرضي
وقالوا كانت بحيرة للفرعون قديماً..
يقولُ أخي الذي ضيَّعَ نقودنا في العَلَام اهدأ
واحفر حفرة في الصورة
و قل هذه مملكتي
وهذه قناتي التي تشق الطين كالثعبان
و العجوزُ، خيالُ المآتة، يعلم كل شيء..
يُذَكِّرني القاسي بأن عيوني غادرت هي الأخرى
و قلبي تفتت قطعاً
و ذراعيَّ مدفونان منذ زمن..
الصداعُ شارةُ الناس
ووشمهم في حكايتنا هذهِ
وقَدَرُهم الذي يبتهل للطيور
بأن تتكفل بغذائهم
و الأسماك بأن تُسَلٍّيهم كل مساء
حتى يسقط السَيْلُ ويأخذنا ونرتاح..
فامكث يا أخي في سجنك وانتظر
راقبهم و هم يفتحون الكنز
ويخطفون العفريت من زجاجتهِ..
وقل بقوة نبي الله سليمان
أُحَوِّلُ الدقات التي تسعى في قلب الرأسِ
وقلب الميدان
وقلب الذكرى..
لكراتِ لهبٍ
وأنسى كل ما كان
..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى