عبدالكريم العامري - النهار الذي..!

النهار الذي قُدّ من قُبلٍ، خطّ على وجوهكم حرفين باهتين،
وراح ينتظر القادمين من أقصى العتمة.
قال قائل من حرس الحدود، حيث لا حدود هناك:
لا تفتحوا أبوابكم أبداً، كي لا تنخر الأحلام عقول ابنائكم.
لا تفتحوا نوافذكم أبداً، كي لا تنشر العصافير زقزقاتها في حقولكم.
احملوا سنواتكم، واقتفوا أثر المشرّدين في الأزقة العفنة.
هم هناك،
ملايين من الحفاة الراغبين في خبز، وفردة حذاء.
وعشرات من الذين ابتلعهم البحر، واستقبلتهم الشواطئ.
هم هناك، بلا ملامح..
بعدما تركوا الأحلام في بيوت غير آمنة.
احملوا من متاعكم الصبر، واحذفوا ما فات من البلوى.
ايّاكم والرفق بأقدامكم، فالخليفة المزيّف لا تشبعه الرقاب.
لا وقت للأحلام في مساحة الموت.
لا وقت للأماني في مرجل القتل.
الوجوه التي جاءت تحتطب الرؤوس باسم الله،
وتنتزع الأرواح باسم الدين،
وتغتسل بالدم باسم الرب..
وجوه غاب عنها النور.
لحى متربة.
عيون غائرة.
قلوب صدئة.
هم هناك، أقدامهم مغروسة بالجحيم، وأصابعهم تشير للخراب.
وأنتم هنا، تنتظرون (الكواتم) النجسة، واللواصق التي ترفعكم الى السماء.
✍️

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى