حسيبة طاهر - وقف الحياة لأجل طبق كسكس.. قصة قصيرة

لطالما أحسست بالضيق والحزن لتهكم زوجي على طبخي خصوصا الكسكس ، فكلما طبخت هذه الأكلة لمّح وتهكّم... قائلا :
ياااا حسرة على كسكس أمي ... ماهذا الطبخ ؟؟
شيء يقف في الحلق فلا يبلع ...،،والغريب أن الجميع يعجبون بطبخي حتى حماتي تعشق أكلي ...إلاّ هو .
في يوم ذهبنا إلى حفلة عشاء ببيت صديقه المتزوج حديثا .
ظل زوجي طول السهرة يمدح طبخ صاحبة الدعوة وذوقها ..... ، وفي السيارة أثناء عودتنا قال :
كم هو محظوظ ،زوجة جميلة أنيقة ذكية وفوق ذلك طباخة ماهرة .
قلت : أنا لم أجد مايثير كل هذا الإعجاب بطبخها ، أطباق خفيفة ،مقبلات بإمكانيات باهضة الثمن من تونة حمراء طازجة ، سلمون وجمبري، و أجبان من النوع الرفيع و......
قاطعني قائلا ; أ تنكرين الإقبال الرهيب للظيوف على الكسكس ،ذلك الطبق التقليدي البسيط
والتهامهم له بشغف غير عابئين بما ازدانت به الطاولة من أصناف غالية و حديثة ؟؟
قلت لا ، لا أنكر ... ورأيت أيضا إلتهامك له وللدجاج المزين به رغم مقتك للدجاج عادة .
قال : آآآآه يا عزيزتي ...لأن طعمه مميز... مييييييز جدا ، لم أذق في حياتي أطعم من هذا الكسكس و لا أطيب من ذاك اللحم و الدجاج ....
لم أتمالك نفسي واجهشت بالبكاء كطفلة تبكي أمام توبيخ المعلمة ..
قال : أوووف عدنا للغيرة ثانية ... لم يكمل كلامه إلاو دق هاتفي الخلوي ، وعندما لم أرد جاء صوت حنان صاحبة الدعوة كان نص الرسالة :
عزيزتي أمينة ، إتصلت بك لأشكرك جزيل الشكر على الهدية الرائعة التي فتحتها للتوّ فعلا ذوقك راق جدا ، وأشكرك خصوصا على طبق الكسس اللذيذ جدا الذي لو لم أحتفظ بالقليل منه لما تسنى لي تذوقه بسبب إقبال الضيوف عليه سلمت يداك صديقتي ....
شخصت عنيا زوجي واحمرت وجتنتاه كطفل ظبط متلبسا بكذبة... ثم اصفر وجهه وارتبك وقال :
ألن تتوقفي عن النوّاح لأجل طبق كسس ... هل ستموتين لأجل الكسس؟؟
قلت بصوت منكسر : طبق كسس لايميت الجسد ... لكن يقتل المشاعر دون احتضار ويدخلها في غيبوبة ... و واصلنا المسير فلن تتوقف الحياة لأجل طبق كسكس ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى