صفاء عبد المنعم - خلف النافذة

جلست المرأة العجوز خلف النافذة اليوم تحتسى الشاى.
وتتأمل مشاهد الحلم الذى رأته بالأمس.
لقد تعرفت على الشخصيات جيدا،
وتذكرت الأحداث والحوارات التى دارت بينهم.
المدهش فى الحلم.
أنه كان يوجد شخصيات لا يمكن لها أن تجتمع فى الحقيقة، أو الواقع، ولا فى الحياة نفسها،
لأن منهم الصغار والكبار والأموات والأحياء.
الاعجب إنهم شخصيات يعيشون في مناطق مختلفة، وأزمنة متباعدة ، ولايوجد رابط أجتماعى أو نفسى أو تاريخى بينهم.
المدهش أيضا .
أن الجميع كانوا يشكون من الضغوط النفسية والمماراسات الإجتماعية التى كانت تمارس عليهم وهم أطفال صغار.
والأعجب من كل ذلك.
أنها فى نهاية الحلم.
أخذت تصيح مبتهجة:أنا الوحيدة التى كسرت القاعدة وتعلمت وأصرت على الخروج إلى العمل.
أخذت المرأة العجوز ترشف من كوب الشاى وهى تجلس خلف النافذة وتحدث نفسها بصوت هادئ:إيه اللى جاب زيد عند عبيد.
وتذكرت أنها رأت من ضمن من رأت فى الحلم
أمها وأبوها.
وجارتهم الشابة فى البيت القديم.
وكان الأكثر أندهاشا وجود الكاتب الكبير سعيد الكفراوى فى الحلم، وهو جالسا يستمع إليهم، وهى تحكى له عن تاريخ طفولتها وعن جدتها المتسلطة.
وعندما تحدث أخاها الكبير قالت له صائحة : أنا الوحيدة التى كسرت القيود.
صمتت ثم أخذت تتذكر جغرافية المكان فى الحلم.
بيت واسع وكبير.
يشبه بيتهم القديم وهى طفلة.
وهناك أطفال كثيرة، وعائلات جديدة.
ومطبخ كبير ملئ بالخضار الطازج والفاكهة اللذيذة.
رشفت آخر رشفة من كوب الشاى وهى تنظر بعيدا.
ترى هل هذه كانت الجنة؟


* حكاية المرأة العجوز
الكاتبة صفاء عبد المنعم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى