توفيق قسم الله - إمْبا....

(1)

وتضحكُ أسمرةْ
وتمدُّ لي جسراً من الوجعِ الطويلِ لأعبرهْ
تمتدّ آلامي هنا
تمتدّ أحلامي هنا
وأنا بدون عباءة
وأنا بدون عمامة
وتركتُ أجنحتي هناك مَهِيضةً
ومكسرةْ
لا خالدٌ..قطع المدى من أجلِها
أبدا
ولا أفنى البواسل عنترةْ

ويقول إمْبا.....ما الجديد؟!
فقلتُ لا شيءٌ..
سوى وعد الهوى
والمحبرةْ
ما زال في قلبي جدارٌ رابضٌ
كَتِفاهُ عند سحابتين
بلا مطرْ
لا ثُقب فيه
ولا ممرْ
ما أعسرهْ
حطمتُ كلّ معاولي
أتلفتُ كلّ أظافري
لكن بلا جدوى
بلا جدوى
أدرتُ له هنا ظهري
لكيْما يحفرهْ
أني أُراوحُ في مكاني يائساً
ما زلتُ أعرفُ أنّه
يحتاج منّا كلمةً عربيةً مُثْلى
وبحةَ حنجرةْ

(2)

هيّا ( تودّبْ)
حان وقتكِ فاصهلي
عرقُ الجباه السمرِ أصبح انهرا
وقلوبُهم تمتدُّ ناصعةَ البياض
من المحيط إلى الخليجِ تجذُّرا
مِنْ رائحٍ خلف الزمان
ومقبلِ
لا تسألي عن ظالمٍ
هزّ العصا
لا تسألي

امبا
وعينُكَ حائرة
ما بين أمرٍ واقعٍ
نكأ الجراحَ
وذاكرةْ

وأرى (تودَّبْ) بين عاليةِ الحصونِ
هناك
بائنةَ النواجذِ
فاغرةْ

وتقول
جاء الوعدُ سنبلةً
تفرّقَ حَبُها
وتقول لي
ستدور يا امبا
على سُرُر الضلالِ الدائرةْ

ما رأيهُ التمثالُ في أحلامِنا
ما رأيه التمثال في اوجاعِنا
ما رأيه التمثال في تاريخِنا
ما رأيه التمثال
في المستقبلِ المرسومِ
فوق جماجم الأبطال
شهقةَ شاعرةْ؟!

وتنحنَحَ التمثالُ
ردَّ على تقاسيم العنا
لكن
بضحكةِ عاهرةْ

المسرحيةُ تنتهي
عمّا قريب
جاء وقتُ السيل
والفصلُ الأخير بها
سيعلن آخرَهْ

هذا المكانُ معتقُ بالحب
هذي الأرضُ حالمةُ الرؤى
عُلْويةُ الأبعاد
عذراءُ الطّويةِ
طاهرةْ

قمْ أيها التمثال قمْ
وارحلْ بعيدا

لا نرى إلا لطمةً
على وجهِ البلاد الآن
او سكينةً مزروعةً
في الخاصرة


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى