محمد فائد البكري - أيامٌ تقف على التلة، وأخرى تعوي باتجاه القطيع!

على التلة خيالٌ معتمٌ يحاصره المطر
والليل
والفراغ
والهواء الملطخ بالروث والوحشةوالجوع.
على التلة خيالٌ موحشٌ وجريء
خيالٌ يقف على آلامه ويعوي.
في قلب ذلك الخيال
ذئبٌ منفردٌ بنفسه يعوي
ويعض أيامه الهاربة.
في داخل ذلك الذئب
وقتٌ يعوي ليطرد المتربصين،
يحاول أن يخيف الخوف،
يعوي
وينادي على ما بقي فيه من حياة.
في داخل تلك الأيام الهاربة
أيامٌ تنزف
وأيامٌ تقف على التلة لترى ما وراء الذكريات.
وأيام كانت أياما أخرى
وأيامٌ تعوي وتعوي.
في داخل تلك الحياة التي تعوي بداخل الذئب
خيالٌ أعمى
يختبر الجهات بالصدى
ويحرس رائحةً ميتة،
رائحةً تعوي
وتستعدي الرعاة
ليقتلوا الذئب.
في خيال الرعاة
حقدٌ يعوي
وأيامٌ تقف ضد الذئب.
في خيال الرعاة
أيام غير رسمية.
أيام تجبر الذئب على أن يظل ذئبا رغم أنفه
ذئبا حتى وهو أعمى
يحاول ان ينسى غريزته
يحاول أن يستأنس جوعه
يحاول أن ينسى مخالبه
ولكنه لا يجد من ينسى أنه ذئب
لا يجد غير العواء يقف على التلة
وخياله يعدو وراء خروفٍ شارد
خروف حاول أن لا يكون من الآخرين
لكن العواء
اصابه بالخوف
فتحسس أبعاد الحياة فيه
وركض باتجاه القطيع.
في داخل الذئب
أيامٌ تحاول أن تنسى.
وأيامٌ أصابها العمى.
وأيام خائفة تحمي مجالها الحيوي بالعواء.
وأيامٌ تعوي على أيام أخرى.
وأيامٌ تأكل بعضها.
وأيامٌ تقف على التلة وحيدة عمياء.
وأيام لاتنام من عواء الأمعاء.
لولم يحقنوا الخيال بالذئاب
لما كان القطيع.
لو لم يكن القطيع
لما كانت الحرية.
لولا الحرية
لما كان العواء.
لولا الخيال
لما كان الصعود إلى التلة!


2007/4/11

من مجموعة: " الأيام التي كانت أخرى ! "

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى