محمود سلطان - كان لنا بعض شواربَ.. شعر

(1)
يا وَاحدَتيْ..
يا نَيْلِيَة لَوْنِ العَينْ
وفُراتاً يَشْطرُ بَغْدادَ إلى سَيْفَينْ
أحدُهُمَا في بَطنِ "يَزِيدْ"
والثّاني في ظَهْرِ "حُسَينْ"
ودِمشقَ العَرَبِيهْ
وبقيةَ سُكّرِنَا مِنْ عَصْرِ أُميهْ
إذ تختبئُ الأروَاحُ المَذعُورَةُ في كفّينْ
مَمَدُودينِ ومكْشوفينْ
(2)
يا لبَنَ النِّفطِ المُرْ
"الرّائب" في الثديينْ
السائحُ من أجلِ امرأةٍ رُوميَهْ
مثلِ الزُّبدةِ شَقرَاءْ
ومشاعٌ ما بين الفَخذَينْ
يبلَعُهَا مِثلَ شَطِيرةِ جُبْنٍ في لَحَظَاتْ
وَيُغادرُ مَكْسُورَ العينِ
مَخذولاً مثلَ تُيوسٍ مخصيّه
(3)
كان لنا بعض شواربَ مثل قرون الكبشْ
وحَنَاجرُنَا تهْتزُ لهَا أرضٌ
وملائِكُ مِنْ حَوْلِ العَرْشْ
وَبَقَايَا شَتَلاتٍ مِنْ رَيْحَانْ
مِاذَا لوْ نامَ النّهرُ الآن على خَشَبَةِ غُسلْ
وانصرفَ الأهلُ.. ومِنْ بَعدُ الجِيْرَانْ؟
والدِّيكُ المزعجُ أسْكَتهُ
شمْشمةٌ مِنْ قططٍ وكِلابْ
لا ريشٌ ينفشهُ مِنْ بعدِ صياحْ
فالسِّجنُ ـ كما قالوا ـ
تهذيبٌ يعقبهُ إصْلاحْ
في أقبيَةِ البُوليس وفي دِوَلِ الأمْنِ "الصَّاحيْ"
مِنْ أجلِ البَاشَا.. وَسِموْ السُّلطانْ
فيها ما يَكْفي لوْ يَفتحُ صَدْراً ألفُ لِسَانْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى