علجية عيش - غرف دردشة تديرها المخابرات الإسرائيلية لاستقطاب الشباب المسلم

10آلاف جزائري يعتنق المسيحية و 70 أعلنوا إلحادهم في السنوات الأخيرة

(اللوبي الفرانكفوني العلماني يشكل امتدادا للفكر الإنجيلي )

تشهد ظاهرة التنصير انتشارا بين المسلمين و هذا بسبب ضعف التكوين الديني و العمل الدعوي، غياب دور المساجد و ضعف المواجهة الإعلامية، و الهجوم الشرس على دعاة التنوير و الحداثيين الذين دعوا إلى فك القرآن و تحليله ، طالما الإسلام دين منفتح و يتعايش مع الآخر وقد اعتبر مختصون في مقارنة الأديان قضية التنصير مسألة تتعلق بالأمن القومي و لا يمكن التسامح معها، خاصة بالنسبة للبرامج التلفزيونية التنصيرية الموجهة للأطفال عن طريق الرسوم المتحركة على غرار قناة الحياة الممولة من الولايات المتحدة و قناة سات7 التي تمولها المنظمة الإنجيلية العالمية، هاتبن القناتين تستهدفان الأطفال كونهم الشريحة الأكثر تأثرا، يقول باحثون أن المشكل هو أن المسلمون يقرأون بالمخالفة عكس المسيحيين فهم يقرأون بالموافقة لكسب الآخر غير المسلم، و هذا هو سر نجاحهم كانت هذه ورقة قدمت في دورة من الدورات التكوينية التي تنظمها جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية شرق الجزائر في مواجهة التنصير سميت بدورة الدكتور صالح نعمان


كشف مختصون في مقارنة ألأديان في تحقيق ميداني أجروه حول نسبة التنصير في الجزائر و اسباب تطور الظاهرة و انتشارها و سبل مواجهتها و الرد كذلك على المنصرين و جدالاتهم، في المجموعات المغلقة التي ينشطها كبار المنصرين و ما يسعون إليه من خلال غرف الدردشات خاصة المجموعات المغلقة التي ينشطها كبار المنصرين، مع ذكر أهم الإصدارات التي تتحدث عن المسيحية لاسيما قضية ألوهية المسيح، و ما يقدمه المنصرون للشباب المسلم من إغراءات لإخراجهم عن دينهم، فعادة ما يحرف المنصرون الكلام و يلفقونه و هذه شبهات قديمة جددت من خلال كتابات جديدة، حيث يلجأون إلى أسلوب التدليس و يستدلون اقوالهم بأن القرآن يحترم الإنجيل و التوراة، و أصبح بعض المسلمين يعتمدون على الإنجيل للبحث عما لم يجدوه في القرآن، كما يستعمل المنصرون منهجا خاصا في الإستدلال بالقرآن على ألوهية المسيح، و منهم القُمَّصْ إبراهيم لوقا، الذي اتخذه محمد لمين إبراقن نموذجا، فقد استعمل هذا القمص منهجا خاصا في ذلك و هو تفسير القرآن بالإنجيل، معتمدا في ذلك على أقوال المفسرين و منهم الرازي، خاصة ما تعلق بمسألة الروح و الأقوال التي اختلفت حولها، و ربطها بعقيدة الصلب التي حدثت جدالات كثيرة حولها.
و قد رفض باحثون الخوض في قضية التنصير من جانبها الفقهي و طرح سؤال لماذا يرتد المسلم؟، يرى المحللون أن المشكل هو غياب القناعة في الدين، كون الشباب المسلم انفتح على أفكار و خطابات و نظريات جديدة و لا يمكن فرض عليه طريقة تفكير ما، فقد أشارت التحقيقات أن 10 آلاف جزائري اعتنقوا المسيحية في السنوات الأخيرة، أن 70 جزائريا أعلنوا إلحادهم، و هؤلاء ليسوا من منطقة القبائل فقط بل منتشرون في كل ربوع الوطن ، و هذا رقم يجعل السلطات العليا تدق ناقوس الخطر، خاصة وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف، البعض أرع ألسباب إلى الظروف الاجتماعية و ظروف الحرب ايام الاستعمار ، و آخرون قالوا أن المسألة تكمن في كون بعض النصوص القرآنية لم تشرح بعد، و أن الأمر يحتاج إلى خطاب ديني جديد، لأن طرق التبشير تطورت، و المسلمون ظلوا على طريقتهم الكلاسيكية، ما سمح لتوغل الفكر التبشيري في الجزائر، في ظل ضعف الرقابة و انعدماها أحيانا، لأن جل النشاطات سرية و تتم داخل المنازل و من الصعوبة بمكان مراقبتها، و الأخطر من ذلك أن المذاهب الدينية همشت الإنسان و جردته من الإيمان بالله، لأن عنصر الحوار غائب عند علماء المسلمين و دعاتهم عكس المنصرين ، فالحوار عند المسيحيين هو إنجيلية جديدة كما أن أسلوب دعوتهم مختلف عن الدعوة التي يمارسها الدعاة المسلمين.
بالمقابل يرى البعض أن بناء كنائس في الدول الإسلامية لا يشكل حرجا إن كان المسلمون متشبعين بالقيم الدينية و العادات و التقاليد، و لهذا فمسالة الدعوة و التبشير تطرح جدلا كبيرا و تحتاج إلى مراجعة، و هذا متوقف على كفاءة الداعية، للرد على التحديات الراهنة و نقده للدراسات اللاهوتيىة على ان يبتعد عن الفتاوى المتطرفة التي تنفر و تكفر، لأن مداخل الفتنة و الإغراء بكل أنواعه لا تعد و لا تحصى، حول المداخل الإسلامية فقد تحدث لاهوتيون و منهم اليسوعي هنري لامنس من خلال كتابه عقائد و نظم، تقول إحدى الباحثات و هي الدكتورة ربيعة قريدي في ورقتها أن هذا الراهب البلجيكي و هو مستشرق تعلم اللغة العربية قراءة و كتابة، اصدر 127 كتاب باللغة العربية كلها تتحدث في السيرة النبوية و الخلافة الأموية، و هوة من أشد المتطرفين و حقدا على الإسلام و كرهه للمسلمين ، و جل كتاباته تفتقر للأمانة و النزاهة ، خاصة كتابه "" فاطمة و بنات محمد" و لم تنفع جهود المفكرين الجزائريين و كذلك الزوايا في مواجهة حملات التنصير، سواء الطريقة الرحمانية ، الدرقاوية أو القادرية، و حتى جمعية العلماء المسلمين أمام الزحف المسيحي ، لأن اللوبي الفرانكفوني العلماني الذي يشكل امتداد للفكر الإنجيلي وراء خروج الشباب المسلك عن دينه، كما أن هناك اسباب اخرى مثل ضعف التكوين الديني، ضعف العمل الدعوي في الجزائر، غياب دور المساجد، و ضعف المواجهة الإعلامية ،

إذاعات دولية تبث برامج مسيحية باللغتين العربية و الأمازيغية

قال محققون أجروا لقاءات مع جزائريين اعتنقوا الديانة المسيحية عبر السكايب، أن الأمة الجزائرية مهددة في دينها، و قد كانت لأحد الباحثين من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية أنه أجرى سبر آراء حول طلبة جامعيين تنصّروا و آخرون تحوّلوا إلى ملحدين، و قد دردش مع مسيحي مبشر كان قد وجه تعليمات لجزائريين حول كيفية اعتناق المسيحية، و وقف على حقيقة تنكر العشرات منهم لدينهم و اتباعهم طريق الإنجيليين، و قال له المسيحي المبشر أن الجزائري بدخوله المسيحية، و هو يردد مخاطبا اليسوع عبارة "يا رب أنا أشكرك لأنك حرّرتني" قد تحول إلى إنسان جديد، و المبشرون يطرحون شبهات عن الإسلام و مصادره من أجل إخراج المسلم عن دينه فمثلا قولهم أن القرآن مأخوذ من الكتب السماوية الأخرى، و قد ساهم الإعلام كوسيلة من وسائل التنصير الحديثة في نشر الدين المسيحي من خلال الإذاعات الموجهة للعالم الإسلامي، حيث يعتمد المبشرون على برامج الأطفال التلفزيونية في دعواتهم التبشرية، خاصة ما تبثه قناة الحياة عن طريق الرسوم المتحركة، بتمويل من الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك قناة "سات7" SAT7 المموّلة من طرف المنظمة الإنجيلية العالمية، و هي أول قناة عربية مسيحية موجهة لمسيحي شمال أفريقيا و الشرق الأوسط، تعرض برامج جماهيرية تستقطب كثير من المسلمين الغالبية منهم جزائريين، الذين انخرطوا في مجموعات مغلقة، و في الرابطة الدولية للإذاعيين المسيحيين، علما أن هذه الرابطة تاسست في 1954 و هذا ما ساعد على نشر العقيدة المسيحية.
ولعل أخطر الإذاعات الدولية في مجال الدين المسيحي ، إذاعة حول العالم ( TWR) و هي إحدى أهم الإذاعات الدولية في مجال الدين الإسلامي و التي تبث إرسالها من مونتيكارلو، و تستعمل 30 لغة بما فيها اللغة العربية، إضافة إلى بعض البرامج التي تبث بالأمازيغية، و لهذه الإذاعة عدة مراكز عبر الدول الأوروبية و العربية، كذلك قناة المعجزة التي تستعمل اللغتين العربية و الأمازيغية في تنصير المسلمين و بخاصة سكان منطقة القبائل، دون أن ننسى التبشير عن طريق المراسلة بحيث توجد مراكز تتواصل مع المسليمين و ترسل لهم منشورات و الكتاب المقدس عن طريق البريد، فكثير من الجزائريين الذين كانوا على تواصل مع هذه المراكز و تحصلوا على الكتاب المقدس ( العهد الجديد)، تجدر الإشارة هنا أن من أشد كراهية للإسلام القمّص زكريا بطرس الذي طرح شبهات حول النبي و قصة الرسول مع الفتاة الفزارية، يقول محللون أن سبب توغل المنصرين داخل المسلمين يعود إلى وجود أخطاء علمية و أخرى عملية في منهج التصدي للتنصير في العالم الإسلامي، خاصة تلك التي نقف عليها في الملتقيات و المناظرات التي ينظمها الإعلام، و أول الأخطاء العلمية هو أسلوب الحوار و نوعيته، وعدم الإنتتقال من ردة الفعل إلى المبادرة، أما الخطأ العملي فهو في الجمعيات الخيرية خاصة في دول افريقية، لأن دور الإسلام يكاد منعدما تماما، و من الأخطاء أيضا غياب الدرس الديني، كما أن المساجد في غالب الأوقات معطلة و اقتصر دورها على الصلوات الخمس و صلاة الجمعة و الأعياد، فكانت الكنائس المحلي هي البديل، يديرها جزائريون مسيحيون، يسعون إلى خلق أقلية مسيحية في الجزائر رافعين شعار التعايش السلمي، مستغلين موقف الجزائر من التعددية الدينية، حيث نرى أن جمعيات مسيحية يحركها اللوبي الفرانكفوني العلماني، الذي يشجع على بناء الكنائس في الدول الإسلامية.

خطر التبشير الإلكتروني

وقد اتخذ المبشرون من غرف الدردشة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كنائس افتراضية لاستقطاب الشباب إلى العقيدة المسيحية و تشجيعهم على ترك الإسلام، تدير هذه تلكنائس المخابرات الإسرائيلية و تموله خدمة للصهيونية العالمية عن طريق استخدام الوسائل الحديثة، التي أحدثت ثورة إلكترونية من الصعب التحكم فيها ، ما مكن النصرانيين من ترويج أفكارهم و تمرير رسائل في مختلف المجالات من أجل الهيمنة، كما ساهم الإنترنت في تشجيع الشباب البطال على الهجرة الغير شرعية ، حيث مكنت الدول المستقبلة من تنصير الشباب و ألحقت الهزائم بالمشروع الإسلامي من خلال الخطاب الديني المتطرف، و قابلتها القوانين العالمية التي أسست للتعايش و التقارب بين الأديان، ما توصلت إليه الأرقام هو أن عدد الذين يدخلون غرف الدردشة وصل إلى 42 مليون شخص من مختلف الأعمار، كما ان بعض غرف الدردشة هي عبارة عن مواقع استخباراتية إسرائيلية حسبما نشرته مجلة إسرائيلية من أجل التجسس على المسلمين و ما يرغب فيه الشباب المسلم، بحيث تمكنت من استقطاب العديد منهم بواسطة الإغراءات.
أما قضية توظيف وحدة الأديان في التنصير من خلال مشاريع المبشرين كان للمفكرين و المنظرين دور في تفعيلها و منهم الدكتورة كارين أرمنسترونغ و هي مفكرة و باحثة في علم الأديان و هي من الذين كتبوا عن الإسلام عملت كراهبة في جمعية الطفل اليسوعي، زارت إسرائيل و عاشت في القدس لمدة ست سنوات، و كغيرها من المبشرين دعت هذه الأخيرة في جل كتاباتها إلى وحدة الأديان و رفعت شعارات لإثارة الشباب المسلم و التنكر لعقيدته مثل المؤمنون متحدون، التعايش بين الأديان، وحدة الأديان، توحيد الأديان، ثم الأديان الإبراهيمية، هذه الأخيرة تعني وضع المسيحية و اليهودية في مستوى واحد مع الإسلام، و غيرها من المصطلحات التي تخدم معنى واحد و هو إبادة الأديان في دين واحد ، يكون المالك الوحيد للقوة و الهيمنة العالمية و محاولة تجسيدها في الحياة التعبدية.


المُنَصِّرُونَ برآء من سلوكات المسلمين
تعقيب:

مشكلتنا نحن المسلمون أننا نمسح أخطاءنا و تهاوننا في حق ديننا و الإعتزاز به في الآخر الذي ليس على ديننا، و لا نحاسب أنفسنا أو نحاول إصلاح ما أفسدناه، هذا ما وقفت عليه و أنا أتابع فعاليات الدورة التكوينية الرابعة لمواجهة التنصير في الجزائر، وعلى مدار يومين، نظمتها جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية مع تنظيم ورشات شارك فيها طلبة الجامعة المختصين في العقيدة و مقارنة الأديان، و المؤسف له أن قاعة المحاضرات بالجامعة كانت فارغة، و كان عدد الحضور لا يتعدى 30 شخصا كلهم طلبة ، و المحاضرين من الأساتدة الذين ألقوا محاضرات، و الحقيقة تاسفت على واقع الجامعة الإسلامية اليوم ، فلم تعد كما كانت عليه في السابق تغص بالعلماء و الدعاة أيام الشيخ محمد الغزالي و البوطي رحمهما الله، و الشنقيطي، تمنيت لو شارك في هذه الدورة علماء أو دعاة أو أئمة على الأقل ليسلطوا الضوء على جهودهم في إصلاح المجتمع و مواجهتهم للظواهر الدينية الخطيرة و المذاهب العقائدية المزيفة أو المتطرفة، و التي أثرت على عقول الشباب فقادته إلى الإنحراف و أخرجته عن دينه و جعلته يتبع أديان أخرى أو الكفر بها جميعا، إذا قلنا أن "الملحدون" و "اللادينيون" أشد خطرا من المسيحية و اليهودية، لأنها كتب منزلة بغض النظر إن كانت محرفة أم لا .
و لو أن المداخلات التي قدمت في الدورة كشفت الكثير من الحقائق حول خطر التنصير و الدور الذي لعبته غرف الدردشة و المجموعات المغلقة في مواقع التواصل الإجتماعي التي ينشطها كبار المنصرين، و كيف استقطبت الشباب المسلم إليها ، و ذلك يعود إلى نوعية الخطاب الديني الذي أغفله دعاتنا و الأئمة داخل المساجد، التي اصبحت تقتصر سوى على إقامة الصلوات الخمس و صلاة الجمعة و العيدين، حيث أفرغت من روحها، فلماذا إذن نلوم الآخر ، فالمبشرون أو المنصرون يقومون بدورهم العقائدي و يعملون على نشر ديانتهم بكل الطرق و الأساليب ، و لهم برامج دينية متنوعة، في الكنائس و في القنوات الفضائية و مواقع التواصل الإجتماعي، هم يجتهدون و يناضلون من أجل قضيتهم، لا دافع هنا عن الديانة المسيحية رغم أني أكن الإحترام للمسيحيين لأنهم أهل كتاب، المشكلة في المسلمين هي أنهم غرقوا في الصراعات التي لا تفيدهم، فبدلا من أن نواجه خطر التنصير في الجزائر أو حتى في العالم الإسلامي، وجب علينا أن نطرح بعض الأسئلة مثل: أين هي مكانة فقه الواقع في الدعوة و التبشير؟ و كيف نحارب ظاهرة "الإنقسامية" في العالم الإسلامي؟.
فظاهرة الإنقسامية قديمة و هي تعود إلى وفاة الرسول (صلعم) و انقسام الصحابة إلى سنّة و شيعة، فيما عرف بموقع السقيفة، و هي الأسئلة التي طرحتها خلال المناقشة أمام الحضور و لم أجد لها جوابا شافيا، لأن المنصرين دوما يبحثون عن الخيط أو الزاوية التي يحاربون بها الإسلام، و يجدون في الصراع بين المسلمين أنفسهم فرصة لضرب الإسلام و في عقر داره، بل ضرب الإسلام بالمسلمين إن صح القول، في ظل انتشار المذاهب الإسلامية المتطرفة كالأحمدية والمدخلية، و "القرآنيين" الذين تبرأوا من السنة المحمدية، ثم لا ننسى الفتاوى المتطرفة التي تنشر هنا و هناك في مواقع التواصل الإجتماعي ( الفايسبوك و التويتر)، المشكلة إذن فينا نحن و ليس في المنصرين، لأننا نناقش القضايا السطحية و نهمل المسائل الجوهرية، دون الحديث عن تعدد المصطلحات و المفاهيم: الإسلامولوجيا، الإسلاموفوبيا، الإسلام السياسي، الإسلام الحضاري و غير ذاك، و غاب عنّا أن المنصرين و حتى الملحدين و الماسونيين يتابعون كل كبيرة و صغيرة فيستغلونها كوسيلة لضرب الإسلام.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى