محمد فائد البكري - أحمل اسم الصُدْفة وأدافع عنها

ماتت كلماتٌ كثيرةٌ خارج جسدي
ومات وقتٌ كثيرٌ بعيدا عنك
ليتني أعرف كيف تنامين خارج أمنيتي
ليتني أعرف: أيهما وجد أولا
الكلمة أم الصدفة
ليتني أعرف قبل اللغة هل كان هناك أبدية
هل كان هنالك جدوى؟!
لا أعرف كيف وُجِدتُ في هذا المكان من العالم
في هذا الجسد بالتحديد
في هذا العمر بالذات
لا أعرف كيف وصلتُ إلى هنا بمفردي
وحملتُ هذا الاسم الذي لم أختره
ولا أحبه
ولكني مضطرٌ للدفاع عنه
والمشي به كأنه حقيقةٌجميلة
أو كأنني به أبدو شيئا ما!
لا أعرف كيف لعاقلٍ أن يدافع عن شيءٍ لم يختره
ولا يشعر بالرضا عنه!
لا أعرف كيف يمكن أن أدّعي الشعور
وأنا لا أحس بالكلمات
ولا أرى وخز المعنى!
أين كانت المشاعر قبل أن توجد اللغة
أين كان الحلم
أين كان سوء الفهم أيضا !
لا أعرف كيف أتحدث الآن عما لا يحدث
لا أعرف كيف لإنسانٍ أن يدَّعي السبق
في اتجاهٍ إجباري!
كيف له أن يخاف على صُدّفةِ كانَها
ويخاف عليها من صدفةِ أخرى!
لا أعرف أين هو الزمن الآن
هل أنا خارج توقيت جسدي
أما داخل الصدفة التي تموت!
لا أدري هل أخدع حواسي
أم تخدعني.
أين حدود المعنى؟!
أين يعيش الإله حين نموت؟!
أين الأبدية في هذا الليل؟!
في أي جهةٍ من هذا العدم يمكن أن يحدث الخلود؟!
أين فرحة أمي
هل وجدتُ قبل اللغة أم بعدها؟!
أين كانت الصدفة
قبل أن تكون الكلمة؟!
أين تحيا الكلمة حين لا يسمعها أحد؟!
لا أعرف كيف يحدث كل هذا العبث
وكيف تنمو الرغبة في الاستمرار!
لا أعرف كيف يوجد ليلٌ كثير في كل مكان
أين سيذهب الليل حين ينطفىء الجسد؟!
كيف ستهدأ كل هذه الريح التي تزأر في غيابك؟!
كيف سأتخلص من اسمي
من سيحمل كل هذا الهباء؟!
من سيدافع عن ذكرياتك
من سيفقد الكبرياء أنت أم الوقت؟
ما أعلمه يقينا
أن الساعة تدور على نفسها
وأن الجحيم ليس بعيدا عن الذات
ما أقسى ألا يشاركك أحدٌ كل هذا اللاشيء!


2007/3/8

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى