صفاء عبد المنعم - فيلم قصير

امرأة عجوز تسير الهوينا وهى تتلفت يمنه ويسره فى رعب شديد من العربات المارقة والتى لا تلتزم بأى قاعدة من قواعد المرور. الشارع واسع وفسيح، يجعل العربات تمرق فى سرعة مرعبة دون وضع المارة فى الأعتبار.
تصعد فوق الرصيف بصعوبة بالغة، بسبب خشونة الركبة.
ترى رجلا عجوزا يبيع سبح ومناديل ورق، هى لا تشترى السبح، أخذت تمعن النظر وتفكر، كيف تساعد هذا الرجل العجوز ؟
وماذا تشترى منه؟
رأت بعض بنس الشعر ودبابيس وإبر خياطة.
قالت داخل نفسها : فى العودة سوف أشترى منه هذه الأشياء.
سارت تنقل خطواتها ببطء فوق الرصيف.
بعد عدة أمتار.
رأت شابا نائما، الجزء العلوى منه على الرصيف والجزء السفلي على الأرض.
،ظلت تنظر إليه طويلا، ترى هل هو نائما يستريح، أم أغمى عليه من التعب أو الجوع.
لقد رأت هذا المشهد مرات عديدة وهى ذاهبة إلي العمل صباحا.
الناس تمر من حوله فى هدوء وصمت.
والعربات تمرق فى سرعة ورعب.
نظرت نحوه فى آسى وقالت : عندما أعود سوف أقف إلى جواره واسأله ماذا بك يا أبنى؟
وربما تعطيه بعض المال إذا كان فى حاجة إليه.
ظلت تسير وتسير وتفكر، وعندما وقفت أمام ماكينة الصرف الآلى أدخلت الكارت والرقم السري، ثم ظهرت لها جملة كبيرة
(نأسف لعدم تحقيق طلبك، نرجو منك الإتصال بخدمة العملاء )
وقفت مندهشة والكارت يخرج من الماكينة، أعادت المحاولة أكثر من مرة، تخرج لها نفس الجملة، تركت البنك وعادت وهى تجرجر قدميها المتعبتين، وسارت فوق نفس الرصيف، ورأت الشاب النائم قد أستيقظ ولم تسأله، ورأت الرجل العجوز ولم تشتر منه، وعادت إلي البيت وهى حزينة وغاضبة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى