صفاء عبدالمنعم - حجر على الطريق فى شارع جامعة الدول

إلى ابتهال سالم


تعبت البنت ( المكتنزة البيضاء ) من السير بمفردها فى شوارع المهندسين الداخلية الهادئة ، وظلت تبحث بعينيها المجهدتين عن مكان آمن تستريح فيه حتى أنتهاء موعد العمل ، فتعود مغسولة من حزنها ، وتدعى كذبا أنها ذاهبة لتصلى ركعتين فى مسجد السيدة نفيسة رحمة ونور على روح صديقتها الغالية - مع العلم أنها لم تفعل أى شىء فى هذا اليوم المسمى الأربعاء من شهر أغسطس – إلا أنها ظلت عيناها متعلقة بالفتات المعلقة على ناصية الشوارع ، وتقرأ بدقة وحرص شديد وحذر أسماء شخصيات مشهور معلقة أمام عينيها ، ومجهولة بالنسبة لها ، وعندما رمقت حجرا كبيرا بجوار برج شاهق فى شارع طيبة ، جلست عليه ، والعربات الفارهة المتراصة أمامها ( ترقد مثل جمال باركة فى صمت وعينيها المطفأة تحدق فى الجالسة بأستسلام وحنو عجيب ) ، وبين الحين والآخر ما يقطع هذا الصمت المتبادل بين الجالسة وبين السيارات سوى صوت بائع متجول ينادى على بضاعته الموضوعة فوق رأسه ، وراقدة فى أستسلام مماثل .. إنه الصمت الجلل ..
إنه شهر أغسطس بكل جلاله وعنفه الحار ، ورطوبته المرتفعة ، هل يدرك العامة والدهماء أن شهر أغسطس هو شهر ( الفيضان ) وأنه فى 15 أغسطس كان عيد ميلاد صديقها ( مجدى ) فذهبت إليه لتحتفل معه بعيد ميلاده هذا العام ، ولا تتركه بمفرده منتظرا حضور الأصدقاء من بوابات النعيم المجاورة لبوابته ( أكاد أشك ، لالا بل أجزم أنه يقين ، أن بوابته المزركشة بقصيدة أغسطس فى وسط حديقة غناء ، يجلس أمامها منتظرا وصول المريدين للأحتفال بعيد ميلاده ) ولأن صديقته القديمة الطيبة ، قررت أن تفاجأه وهو على حدود النوم بوجودها المباغت إلى جواره ، ترفع رأسها فى شموخ وعظمة ، وتناديه : إيه ياجابرى أنا جيت من بدرى ، وأنت لسه نايم ، صح النوم يابطل ، وتمد يدها ترفع الغطاء عنه ، وهى تضحك ، وتجرى تفتح جميع النوافذ ، كى يدخل الضوء المبهر والقادم من عمق سحيق ، فيفتح طائر ( أبى منجل) عينيه غير مصدق أن حبيبته وصديقة عمره أرسلت له صديقتها كى تصبح عليه فى عيد ميلاده .
#الكاتبة_صفاء_عبد_المنعم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى