عبدالعزيز فهمي - أمشي لأجدني فيَّ...

تسكنني رغبة في المشي
دون توقف
لكن هناك ما يعيق الخطو
حدود الممكن التي نسجتها النوايا
المدى المُعَلَّب في قوارير التيه
الصدى المجنون بعشق الأفواه...
بي رغبة في الامحاء
كي لا تعكِسني المرايا حين تطل علي
لا تراني عينا نرسيس في الماء
أنجو من هوية البصمات
من شجرة الأنساب
من كنانيش السجل المدني
وأنجو مني
فأمشي إلي كما يمشي عصفور
إلى حبة قمح في سنبلة
يرفرف جناحيه فرحا
يغرد حمدا...
بي رغبة في الصراخ
ما سيأتي في الأبد رسمته المشيئة منذ الأزل
فكان أمرا
وكان نهيا
وكنت زمنا لا زمن فيه
الثواني تجري دون أن تتحرك
الدقائق تدق أوتادها في الظلال
لي حيز أغرس فيه بقائي
لي ماء أبلل به عطش شقائي
لأن هذا الوجود
بدوني غير موجود
لكن أنا في هذا الكلام
مُتكلم
الآن
مُخاطب
الآن
وغائب
البارحة وفي الغد
فلا خطو يترك أثره بعدي
حين أمشي
أو حين أتعب
فأتوقف وأحكي ...
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى