أحماد بوتالوحت - بَيْض الإِغْونات البَليدة

قام مِن مَوْتِه الأَخير وانْحَدَر مِن التَّلّة وَاسِماً وَجْهَها بِطريق العَوْدة إلى الحَياة
ـ كان الطَّريق كَخيْط دَم أو كَمِسْبحَة مِن النَّمل ـ
وَكانَت لعِظامِه رائِحة مَضاجِع عَجوزات كَسيحات وَمُوغِلات في الشَّيْخوخة .
في إسْتِقْبالِه وَجَد أُرْجوحَة نَومِه المُهْمَلة الخَرْساء ، حَيْث أغْتِيل قَبْل عِشْرين عاماً وَنَيْف
وَدَشَّنت قُدومَه ، سِيارَته العَتيقَة بِشَقْلبات عَجيبَة وَفَرَح طُفولي
وَبَعْد أَن جَرْجَر رائِحَة حَسَاء المَقابِر داخِل البَيْت ، وَأَضاء غُرَفَه بِطَقْم أسْنانِه الذَّهَبيَة
عَاد لِيَسْتلْقي عَلى الأُرْجوحَة مُؤَرَّقاً ،فِي إِنْتِظار تَعَفُّنِه
مِن نَوافِذ إحْدى الغُرف ، ظَلّ يَرْنو إِلى مَطَر حائِض يَرْشُق جِلْد الحِيطان بِالبُروق
شَعَر بِالعُزْلة والوَحْدة ، فَتَذكَّر شَجرة الكَسْتَناء الواقِفَة في فِناء كَنيسَة مَهْجورَة مُتاخِمَة لِلْمَقْبرة .
المَقْبَرة ، حَيْث داوَم على أطْباق حَساء الحَراذِين وَالبَيْض النَّيِّء لِإِغْوانَات بَليدَة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحماد بوتالوحت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى